لو كنتُ أدري

شعر: محمد يوسف موسى الحجوج

شاعر أردني

 

 

أراني لشعرٍ فيكَ مذْ غبتَ صـــــــاديا          فيبدو أمـامـي إذْ بدأتُ ورائيــــــــا

مضيتَ ولا عودٌ وما كنتُ قبــــــلَ ذا          بذي خاطرٍ صــاحٍ ينبّـه غافيـــــــا ‏

فأصبحتُ بعد الفقد أنتظرُ الدّجـــــــى          وهدأةَ ليلٍ والنجــومَ السّواريــــــــا

أيمّمُ تذكـــارًا لعلّي أحـــــــــــــــــوزه          فأنظرُ للأفـق البعيدةِ راجيـــــــــــا

فأشجنُ إذْ تأتي خيـالًا لأنّنــــــــــــــي           أرى عجزَ نفسي باحتضانك باديـا

فما دارَ في نفسـي وإنْ دارَ قبـــــلَ ذا           فراقُك إني كنـتُ عن ذاك ساليـــــا

كما الماءُ في صحراءَ جرداءَ كنت لي          فأمّا وقد لبّيتَ أصبحتُ صاديــــــا

أقلّبُ فيما كنتَ فكري فمـــــــــا أرى           سوى أن أناجي الله دهريَّ داعيــــا

لقد كنتَ فينا ذا رؤىً تنطقُ حكمــــةً           وشـيخًا مهيبًـا يستبيحُ المعاليـــــــــا

فكـم قصصٍ تحكي النزوحَ رَوَيتَهـــا            فما إنْ بدأتَ السّردَ أبدأُ صاغيــــــا

فيقطـرُ من فيـكَ الحديثُ كأنمــــــــــا            تجسّدَ منسابًا يحاكي اللّياليـــــــــــــا

فلو كنـتُ أدري مـن مآلكَ حينَــــــــه           لأصبحتُ وقفًا في جنابـكَ راضيـــــا

ولكنّها الدنيـــا تغالي بسرّهــــــــــــــا          وتكشف نزرًا شائبًـا ليـس صافيــــــا

مضيـتَ بجيـلٍ إذْ رحلــتَ مبـــــــاركٍ         وخلّفتَ جيـلًا كالفقيــد بدا ليـــــــــــــا

توارت بآفاق المدى وتوغّلت نســـيسٌ         أرى تستكشـــفُ المتواريـــــــــــــــــا

سأذكرُ ما أحيـا جليـــلًا موقّـــــــــــرًا          قريبًـــا وإنْ أبدته دنيايَ قاصيـــــــــا