ثلاثُ قصائد

يوسف عبد العزيز
شاعر أردني


1- مِعراج

خمراً لهذا العظمِ كي يبتلَّ،
موسيقى لخصر الأرضِ
كي تتقوّس الذّكرى،
وتعبر تحتها الشّهواتُ
نائحةً
كَحَشْدِ زلازلٍ،
مطراً لعزلتنا الطّويلةِ
كي يفيضَ الطّينُ بالحمّى
ويلمعَ ريشُه كخناجرِ الأسلافِ،
ليلاً حالكاً للذّئبِ
كي يرمي على الطّرقاتِ زهرةَ رُعبِهِ
ويمزّقَ الجسدَ المبتلَ بالنّدى والنّارِ
ثمّ ينامَ معتكراً على أنقاضهِ.

2- أنتِ مُعجزتي وبُراقي
في مساءٍ غريب
في مساءٍ تَعَكَّرَ بالدَّمعِ
واللعَناتْ
قلتُ للحُبّ أينَ الحبيبْ؟
قلتُ للشِّعرِ
يا سيِّدي مَن تكونْ؟
قلتُ للمرأةِ العابرة
إنّ قلبي تقطَّعْ
أين أُلقي بهذا الجُنونْ؟
في مساءٍ غريبْ
كانت الأرضُ بابَ دُخانٍ مُخلَّعْ
والنِّساءْ
بَجَعَاً طافياً فوقَ ماء الظلامْ
كانت الظَّبيةُ الموسكوفيَّةُ ترقصُ
في عتمةِ الليلِ
مثل جَوادِ الأساطيرِ
والغجرُ الطّائشون يُحيطونها كالسِّياجِ
فترشُقُهم بالسِّهامْ.
أنتِ معجزتي وبُراقي
إلى كوكبِ الشعرِ
- مِن أيّ أرضٍ
يكونُ الأمير؟
*أنا! ربّما من أديس أبابا أكونْ
ربّما من نواكشوطَ
أو هندوراسْ
إنَّني من بلادٍ بعيدة
صغاري يتامى...
وقلبي..
في فمِ الذّئبِ
هل ربوةُ الصّدرِ جاهزةٌ يا جميلةُ
للانتحارْ؟؟
3- دَواةُ الشّاعر
جسدي إناءٌ ضيّقٌ،
وأنا
أعلى من الكلماتِ

في صدري منازلُ لم تُعَمِّرْها
النّساءُ،
وطائرٌ وَجِلٌ
يُبَلِّلُ ريشَهُ بالنّارِ
في صدري
جحيمٌ في جناحِ سحابةٍ،
عبرَتْ
ولم تُمطِرْ
عواصفُ سَوسنٍ
وَدَمٌ يَخُبُّ.

ما كانَ لي في الصّدرِ قلبُ
كانت دَواةٌ للكتابةِ،
........................
كنتُ أستلقي على مدِّ السّهولِ
وأنقُشُ القلقَ المطرّزَ
بالرُّؤى
فيسيلُ بين يديّ ليلٌ هائجٌ
يجتاحُ قافيتي
ويعوي في سفوحِ الليلِ ذِئبُ