رؤيةٌ

أحمد اللاوندي
شاعر مصري
إنِّي..
رأيتُ الماءَ يجري..
في الصَّحارَى اليابسةْ
ورأيتُ..
هذي الأرضَ تبرأُ مِنْ ذُنوبِ الأمسِ،
مِنْ شبَحِ السُّلالاتِ القميئةِ،
والوجُوهِ العابسةْ
زيْفُ الحقيقةِ..
غادَرَ الآنَ الفُصُولْ
وتوحَّدتْ كُلُّ القوافلِ في المسيرِ
الحُلمُ أصْبَحَ واقعًا؛
والضِّفَّةُ الأخرى استعدَّتْ..
للوصُولْ
في الأفْقِ..
صافحَني جميعُ الطَّيرِ
لوَّحَ مِنْ بعيدٍ صاحبي، اتَّسَعَتْ خُطايْ
لا خوفَ ينظرُ مِنْ عَلٍ؛
لا ريحَ تقربُ مِنْ وصايا غيمتي
كلَّا.. ولا التبستْ رُؤايْ.
شاهدتُ..
في الأقصى القصيِّ خُيولَنا تعدو،
وتجهرُ بالصِّياحْ
لا شيءَ يُوقفُها؛
وتعرفُ دربَها
هيَ لا تشُكُّ بأنَّها عمَّا قريبٍ..
ليسَ يخذلُها الصَّباحْ
يا أيُّها الماضي اللَّعينْ
رحَلَ الأنينْ
رحلَتْ جراحاتُ الَّذينَ نُحبُّهم؛
وهُنالكَ انقشعتْ مِساحاتُ الضَّبابْ.
قدْ عادَ نورسُنا المُغرِّدُ مِنْ جديدٍ؛
عادَ هذا البوحُ..
مِنْ بَعْدِ الغيابْ.