قميرٌ ساهرٌ

محمد دلكي
شاعر أردني
في عَرْشها وَسْطَ السّماءْ،
قِدِّيسَةٌ تلهو بأنغامِ المساءْ.
حملتْ بأيديها جلالَ الليلِ
والسَّلوى بأعْيُنِها،
فاستسلمتْ غيماتُ غُربتِنا لِوحدَتها،
ومضتْ تلوّحُ في الهَوا راياتُها البيضاءْ.

أوّاهُ يا صمتَ الليالي الصارخاتِ
بجرحنا المسجونِ في عُـمْـقِ الأسى.
أَوَما كتبتْ لغيرنا بعضَ الجراحْ؟!
أتظلُّ أشباحُ الظلامِ تطاردُ الأفكارَ في عقلي،
وتزاحِمُ الأشواقَ بالرُّكَـبِ؟!
جفّتْ ينابيعُ الدُّموعِ بعَيْنِ آمالي ولمْ أبصرْ سِوى،
ظلِّ لظلٍّ في ضبابٍ مِن شجنْ.

كُفّي يدَ الأحزانِ يا حُلوةْ!
هاتي مرايا الحبِّ مِن قلبِ الهوى،
ولْتتركي حبَّ المرايا،
فالهوى روحٌ تطيرُ ولا تعودْ،
تَعِبَتْ من التجديفِ في بحرٍ،
بدونِ شواطئٍ تُرجى،
ولا أملٍ بأنْ تُنسى،
رقصَتْ بداياتي على عودٍ بلا وترٍ،
فأنا القصيدةُ مَن يغنيني؟
وهل من عازفٍ حرٍّ؟
أتظلُّ أيامي بدون صباحْ،
حتى أُوَسَّدَ في لظى القبرِ؟!

أتثورُ لؤلؤتي على سجنِ المحارْ؟
وتبوحُ أزهاري بأنغامِ الشذى؟
أم أنَّ أزهاري بلون واحدٍ؟
لا تعرفُ التَّرحالَ من غصنٍ لغصنٍ في حديقةِ عمرنا.

مدّي يدَ الأفراحِ يا حلوةْ!
مدّي يدًا أو بعضَها،
مدّي يدًا أو شِبْهَها،
فُكّي قيودَ الليلِ عن شمسِ الصباحْ،
أطفالُنا تعبوا من النومِ،
وعيوننا رجفتْ طويلاً في السوادْ،
مدّي يدَ الأفراحِ يا حلوةْ!
مدّي يدَ الأفراحْ.