إلى عرار

محمد سمحان
شاعر أردني
1)


كأنـَّني أراهُ بيننا بوجههِ النبيلْ
يمرُّ من هنا ومن هنا يستقبلُ الضُّيوفْ
مسلـِّمًا مرحِّبًا بصوتهِ الوَدودْ
ووجههِ المسكون بالأحزانْ
مما يراهُ من أسى التـُّجار ِفي عمانْ
وخلفَ مقلتيهِ الفُ دمعةٍ حبيسةٍ لا تقبلُ الهُطولْ
إلا إذا قعوارُ كسَّر القضبانْ
فالخمرُ وحدهُ يخفـِّفُ القيودْ
وَمن سوى قعوارُ يا عرارْ
بخبزةٍ ومازةٍ وخمرةٍ يجودْ
ومن ترى كالهبرِ أو قعوارْ
يستقبلُ الزوارْ
بروحهِ الشفيفْ
2)
نحنُ هنا في بيتكَ العتيق ِيا عرارْ
نلملمُ الأسى ونجمعُ الآهاتِ من مكامن ِالجُدرانْ
ونستقي من نبع ِشعركَ القريبِ من مواجع ِالانسانْ
منْ شوبكِ الشراةِ والبتراءِ أو معانَ في الجنوبْ
إلى مروج ِالقمح ِوالجياع ِفي حَوْرانْ
3)
يا أيها الصعلوكُ يا مظلـَّة َالضعيفْ
يا ناصرَ المظلوم ِوالعفيفِ والنظيفْ
ومنْ يبيعُ عمرَهُ ليشتري الرغيفْ
يا أيها المسكونُ والمعجونُ بالعَدالة
وملجأ الجياع ِحين تزحفُ البطالة
يا أيها المقاتلُ النبيلُ والعنيدْ
ولا سلاحَ في يديكَ مشرعاً ولا جنودْ
إلا طبائعَ الفرسان ِوالقصيدْ
4) -
يا أيُّها النـَّوَرْ
يا صفوة َالكرام ِمن بني البشَرْ
أجيؤُكمْ وفي الفؤادِ ألفُ غصةٍ عميقةِ الأثرْ
فالظلمُ لا يطاقُ كالظلامْ
ولي هنا ما بينكم مكانْ
فليس بينكمْ من سيدٍ هنا ولا مَسودْ
وليس من يسكـِّرُ الأفواهَ حينَ يلزمُ الطعامُ والكلامْ
أو ترسفُ الاقدامُ بالأغلالْ
أو تكبـَّلُ الزنودُ بالقيودْ
والعدلُ بينكم والحبُّ والامانْ
ونعمة ُالسلامْ
5)
يا سيدي
يا سيدَ الاشعار يا عرارْ
ما زلت في قلوبنا أميرها
ما زلت في أشعارنا عبيرها
ما زلت في أيامنا زهورها
ما زلت في أذهاننا قصيدة من نارْ.