محمد عدنان البخيت مؤرِّخًا

د. عليان الجالودي

أستاذ التاريخ الإسلامي- قسم التاريخ/ جامعة آل البيت

 

أسَّس البخيت للمدرسة التاريخية الأردنيّة في الدراسات العثمانيّة التي انصبَّت أساسًا ‏على ترجمة وتحقيق ودراسة ما جمع من وثائق، وتيسيره للباحثين، وكانت هذه ‏المصادر حتى الثمانينات من القرن المنصرم مجهولة أمام كثير من الباحثين، وبالتالي ‏أسهمت في حصيلتها في تصحيح التصوُّر الخاطئ الذي تداوله بعض مَن أرَّخوا ‏للأردن سابقًا، مستندين بشكل أساسي على الوثائق البريطانية التي تؤرخ للأردن بعد ‏قيام الإمارة عام 1921م، وهذا الفهم القاصر مفاده أنَّ شرقي الأردن كانت مهملة، ‏وكان اهتمام الدولة العثمانية بها ينحصر في فترة محدودة، وهي فترة مرور قافلة ‏الحج الشامي.‏

 

وُلد محمد عدنان البخيت في مدينة ماحص من محافظة البلقاء، بتاريخ ‏‏15/1/1941م، وأكمل تحصيله العلمي لمرحلتي البكالوريوس والماجستير في ‏الجامعة الأميركية في بيروت، ثم تابع دراسته لمرحلة الدكتوراه في التاريخ الحديث ‏في مدرسة اللغات الشرقية والأفريقية في جامعة لندن في العام 1972م.‏

عمل البخيت في قسم التاريخ في الجامعة الأردنيّة منذ عام 1972م، وتسنَّمَ خلال ‏عمله عددًا من المواقع الأكاديميّة والقياديّة منها: عميد البحث العلمي، ثم نائبًا لرئيس ‏الجامعة الأردنيّة في الأعوام (1989-1991م)، ثم رئيسًا لجامعة لمؤتة (1991-‏‏1993م)، ومؤسسًا ورئيسًا لجامعة آل البيت (1993-2000م)، كما ترأس مجلس ‏أمناء جامعة آل البيت،‎ ‎ومجلس أمناء المركز الوطني لحقوق الإنسان، ونال عضوية ‏العديد من المجالس والمؤسسات الأكاديمية، وترأس هيئة تحرير عدد من المجلات ‏العلمية، وكُرم من قبل العديد من المؤسسات الأكاديمية والمحافل العلمية، من أبرزها ‏حصوله على جائزة الملك فيصل العالميّة، ونال العديد من الأوسمة وشهادات التقدير، ‏من أبرزها: وسام الاستقلال من الدرجة الأولى، ووسام الحسين للتميُّز والعطاء من ‏الدرجة الأولى عام 2008م، وجائزة الدولة التقديرية في العام 1992م، وآخرها ‏تكريمه بوسام مئويّة الدولة الأردنيّة من قبل جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في ‏‏25/5/2021، بمناسبة عيد الاستقلال الخامس والسبعين، ضمن الرَّعيل الأوَّل من ‏البناة الذين أسهموا في بناء الأردن عبر مائة عام.‏

أَنجز البخيت كمًّا كبيرًا من البحوث العلمية والكتب وأعمال التحقيق والتحرير المتصلة ‏بالتاريخ العثماني، وتاريخ العرب الحديث، وتاريخ بلاد الشام والأردن وفلسطين ‏والقدس، باللغتين العربيّة والإنكليزية، كما أشرف على العديد من رسائل الماجستير ‏والدكتوراه المتصلة بتاريخ العرب الحديث(1).‏

والكتابة عن قامة علميّة وشخصيّة وطنيّة كبيرة بحجم شيخنا ومعلمنا البخيت، أمدَّ الله ‏في عمره، والإحاطة بمنجزه العلمي والفكري، وبصماته الإداريّة الواضحة، أمرٌ ‏صعب المنال، خصوصًا إذا كان محكومًا بإعداد مقالة محدودة الصفحات والمطلوب ‏اختزال هذا العطاء الثّر بحيِّز من الكلمات من الصَّعب أن تفي أستاذنا حقّه.‏

إنَّ مجرَّد إلقاء نظرة فاحصة على منتج البخيت الفكري تضع الباحث في حيرة أي من ‏الألقاب الجامعة التي نسم فيها تلك القامة العلمية، فهناك الكثير من الألقاب منها: شيخ ‏المؤرخين الشاميين، شيخ المدرسة التاريخية الأردنيّة ورائدها ومَن أرسى قواعدها، ‏شيخ مؤرّخي القدس وفلسطين الأمين على وثائقها. وبالمحصّلة فإنه يستحقها جميعًا، ‏ولكلّ منها ما يبرِّره، فما أنجزه حول التاريخ العثماني، وحول تاريخ البلدان الشامية ‏من دراسات وبحوث وأعمال تحقيق وتحرير، بالاستناد على الوثائق والسجلّات من ‏جهة، وجمعه لتلك الوثائق وحفظها في مركز علمي وبحثي متميز، وهو "مركز ‏الوثائق والمخطوطات" في الجامعة الأردنيّة، والذي له اليد الطولى في تأسيسه ‏ورعايته ورفده بالوثائق والسجلّات والكتب منذ عام 1972م وحتى الآن، بحيث ‏يُباهي أعرق دور الكتب والوثائق ليس فقط في البلاد العربيّة، بل والعالم أجمع.‏

ناهيك عن جهوده في إرساء حجر الزاوية للدراسات العلمية والمنهجية حول تاريخ ‏بلاد الشام من خلال المؤتمر الدولي لتاريخ بلاد الشام الذي ترعاه الجامعات: الأردنيّة ‏واليرموك وجامعة دمشق، وللبخيت اليد الطولى في العمل على بلورته منذ العام ‏‏1972م، واستمرارية انعقاده بشكل منتظم، فيكفي أن نشير إلى أنه عُقِدَ حتى الآن ‏ثلاثة عشر مؤتمرًا وثقت تاريخ بلاد الشام منذ العصر البيزنطي وحتى النصف الأوَّل ‏من القرن العشرين، شارك فيها المئات من الباحثين العرب والأجانب ببحوث علمية ‏رصينة، ونشرت حصيلة أعمال تلك المؤتمرات في منشورات أثْرت المكتبة الشامية ‏بالجديد والمفيد، عكف البخيت على تحريرها وإتاحتها بين أيدي الباحثين والمهتمّين.‏

ويستحق البخيت بجدارة لقب مؤرخ القدس وفلسطين الحارس الأمين على تراثها، ‏سواءً من خلال جهوده في جمع السجلّات والوثائق المملوكية والعثمانية، وسجلّات ‏المحاكم الشرعية للمدن الفلسطينية: القدس، وحيفا، ويافا، واللد، وعكا، ونابلس، ‏والخليل، وغزة، والرملة، وطبريا، وغيرها، ناهيك عن جهوده في تصوير ‏مخطوطات المكتبات الفلسطينية في القدس ويافا وعكا(2).‏

ولولا تصدّي البخيت لهذا المشروع الوطني الضخم لضاعت تلك الأصول، ولسطت ‏أيدي الصهاينة عليها، ولطُمست في إطار المشروع الصهيوني الساعي إلى طمس ‏تراث فلسطين، الشاهد على عروبتها، وجذورها العربيّة الإسلامية الضاربة في عمق ‏التاريخ.‏

ولم يكتفِ البخيت بجمع تلك الوثائق، بل شمَّر عن ساعد الجد في إثرائها بالدراسات ‏العلمية الرصينة، وقدَّم خدمة جليلة للتاريخ العربي الإسلامي من خلال دراساته حول ‏تاريخ المدن الفلسطينية وفي مقدمتها القدس، والحفر بعمق في تاريخها الإداري ‏والاقتصادي والاجتماعي، وتحليل مكنوناتها، وتوثيق حياة الناس والأرض والشجر ‏والعمران، واضعًا بذلك حجر الأساس لدراسات علميّة رائدة انطلق منها وبنى عليها ‏جيل من تلامذة المدرسة "البخيتيّة"، ومضوا على خطاه في إنتاج العديد من الدراسات ‏المنهجية الرصينة في رسائلهم وبحوثهم الأكاديمية، لتبقى شاهدًا لا يدمغ على عروبة ‏فلسطين وعظم المنجز الحضاري العربي الإسلامي على ثراها، في مواجهة سيل من ‏الدراسات المزوَّرة التي أنتجتها المدرسة الصهيونية، ومحاولاتها العبثيّة لإثبات حقها ‏المزعوم في فلسطين، وسعي الآلة الإعلامية الصهيونية مدعومة بتلك الدراسات ‏المشوّهة لإقناع الغرب وصانعي القرار بأنَّ هذه الأرض كانت قفرًا، خالية من السكان ‏والحضارة، وأنَّ اليهود هم مَن صنعوا تاريخها، وهم مَن أحياها وعمَّرها. فجاءت ‏دراسات البخيت وطلبته شاهدًا لا يدمغ على غنى التاريخ الفلسطيني، ومنجز الإنسان ‏العربي الفلسطيني الحضاري.‏

ويستحقّ البخيت بجدارة لقب رائد المدرسة التاريخيّة الأردنيّة، وريادته هنا تتجسد ‏بعدّة مظاهر، نجملها فيما يلي:‏

أوَّلًا: جَمْع الوثائق والمظان التاريخية ذات الصلة بتاريخ الأردن، سواءً الوثائق ‏العثمانية، وسجلّات الطابو، ودفاتر المالية، والمهمة، والسالنامات، وسجلّات المحاكم ‏الشرعية التي تعود للمدن والقصبات الأردنيّة، وكتب الرحّالة الأوروبيين الذين زاروا ‏الأردن أو مرّوا به خلال القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، والصحف، ‏والمذكرات، والأوراق الشخصيّة، إضافة للكتب والدراسات، وتوفيرها ورقيًّا أو على ‏شكل (ميكروفيلم) أو أشرطة ممغنطة، وإتاحتها للباحثين والطلبة من روّاد مركز ‏الوثائق والمخطوطات(3).‏

ثانيًا: الرِّيادة في إعداد البحوث والدراسات المبنيّة على سجلّات الطابو العثمانية التي ‏أعدَّها البخيت منفردًا، أو بالاشتراك مع باحثين آخرين في طليعتهم المرحوم الأستاذ ‏الدكتور نوفان السوارية. وتعدُّ تلك الدراسات نماذج رائدة سواء من خلال المنهجية ‏الصارمة في ترجمة تلك النصوص عن اللغة التركية، والمنهجية الرصينة في تحقيق ‏النصوص والدراسات الضافية لمحتواها، وشكَّلت بالمحصلة النهائية نماذج احتذاها ‏عدد من الطلاب الذين عكفوا على دراسة هذه السجلّات، وتوظيفها في بحوثهم ‏ودراساتهم(4).‏

ثالثًا: الجهود البارزة في نشر وثائق الديوان الملكي الهاشمي التي تعود إلى عهد ‏المغفور له الملك عبدالله الأوَّل ابن الحسين (1921-1951م)، والتي تمّ نشرها تحت ‏إشراف البخيت باسم "الوثائق الهاشميّة"، وصدرت أعمال هذه السلسلة على مرحلتين:‏

المرحلة الأولى: ما بين عامي (1993-2001م)، صدرت عن جامعة آل البيت.‏

المرحلة الثانية: منذ عام (2014م) وحتى الآن، وتولّى مركز الوثائق والمخطوطات ‏ودراسات تاريخ بلاد الشام في الجامعة الأردنيّة إصدارها، وبلغ ما صدر منها حتى ‏اليوم ثلاثين مجلدًا، وزوِّدت هذه الوثائق بفهارس تحليلية شاملة لتيسير الإفادة منها، ‏وحوت وثائق تاريخية قيّمة عن تاريخ الأردن في الحقول السياسية والاقتصادية، ‏وعلاقات الأردن العربيّة والدوليّة، ووحدة الضفتين(5)، وقدَّم البخيت بتصدّيه لنشر ‏هذه الوثائق خدمةً جليلةً للتاريخ الأردني، وغدت هذه المجموعات الوثائقيّة مصدرًا ‏للكثير من الدراسات ذات الصلة بتاريخ الأردن، وحصر الدراسات التي أفادت منها أو ‏بُنيت عليها هي من الكَمّ، بحيث يصعب حصرها في هذه العجالة(6).‏

رابعًا: وللبخيت منجزٌ آخر من المهم الإشارة إليه، ألا وهو دوره في تعزيز البحث ‏العلمي وبتأسيس‎ ‎والنهوض بالمجلات العلمية المحكمة، والمجلات الثقافية في ‏المؤسسات الأكاديمية التي تسنَّم إدارتها، فعندما شغل منصب عميد البحث العلمي في ‏الجامعة الأردنيّة خلال السنوات (1984-1989م)، دفع بالنشر العلمي دفعة مهمة، ‏إذ فتح باب النشر على مصراعيه، فنشرت العديد من الدراسات المتخصصة ‏والمؤلفات ووقائع الندوات والمؤتمرات، والكتب التذكارية، كما خطت مجلة ‏‏"دراسات" المجلة العلمية المحكمة التي تصدرها عمادة البحث العلمي، خطوات ‏متقدمة، وأصبحت تصدر في عدة سلاسل تغطي شتى جوانب المعرفة الإنسانية ‏والاجتماعية والاقتصادية والعلوم التطبيقية، والعلوم البحثية(7).‏

وخلال فترة عضويّته في جمعية الشؤون الدولية، كان وراء تأسيس مجلة "الندوة" ‏وحرَّرها لسنوات، ونشر وشجَّع على النشر فيها العديد من المقالات في ميادين ‏السياسة المحلية، والعلاقات الدولية.‏

وأثناء فترة رئاسته لجامعة مؤتة (1991-1993م)، أعطى البحث العلمي زخمًا ‏يذكره له الفريق الذي عمل بمعيّته، سواء من خلال عقد المؤتمرات المتخصصة، أو ‏من خلال إصدار الصحف والمجلات، ومنها صحيفة "مؤاب" الطلابية، ومجلة "راية ‏مؤتة‎”‎‏ الثقافية، كما خطت مجلة "مؤتة للبحوث والدراسات" المحكمة خطوات متقدمة، ‏سواء من حيث التنوُّع في أبواب المجلة، أو التوسُّع في إصدارها، ناهيك عن نشر ‏قائمة من المؤلفات والبحوث المتخصصة من إنتاج أعضاء هيئة التدريس في ‏الجامعة(8).‏

وخلال تأسيسه ورئاسته لجامعة آل البيت (1993-2001م)، أولى المناشط الفكرية ‏والطلابية جُلّ اهتمامه، فكانت الجامعة شعلة نشاط، وشهدت زخمًا في عدد المؤتمرات ‏والندوات وورش العمل، والمحاضرات العامة، ونشرت العديد من المؤلفات الأكاديمية ‏المتخصصة، وأعمال الندوات والمؤتمرات، كما ساهم في إنشاء ورعاية عدد من ‏المجلات في مقدمتها مجلة "المنارة" كمجلة علمية محكمة، ومجلة "البيان" الثقافية، ‏ومجلة "الزهراء" الإخبارية، وصحيفة "الشورى" الطلابية(9)، ولعلَّ ذروة إنجازات ‏البخيت في المجال الأكاديمي والبحثي، تأسيس ورئاسة تحرير "المجلة الأردنيّة للتاريخ ‏والآثار" في العام 2006م التابعة لوزارة التعليم العالي، والموطنة في الجامعة ‏الأردنيّة لتكون بذلك أولى المجلات المتخصصة في حقل التاريخ والآثار على مستوى ‏الأردن، ومن بين بواكير المجلات العلمية المتخصصة على المستوى العربي، صدر ‏العدد الأول منها بتاريخ 31 آذار 2007م، ولا زالت تصدر بانتظام بواقع أربعة ‏أعداد سنويًّا، وكان لجهود البخيت وهيئة تحرير المجلة الفضل الأكبر في السمعة ‏العلمية الطيبة التي تحظى بها المجلة الآن في الأوساط الأكاديمية، والتي توِّجت في ‏هذا العام 2021 بالحصول على معايير اعتماد معامل أرسيف (‏Arsif‏) المتوافقة مع ‏المعايير العالمية ضمن تخصص التاريخ والجغرافيا، وصُنِّفت ضمن الفئة الأولى ‏‏(الأولى ‏Q1‎‏).‏

خامسًا: توجَّهت الجهود السابقة للأستاذ البخيت نحو طلبة الدراسات العليا لمرحلتي ‏الماجستير والدكتوراه، وتوجيههم في إعداد دراسات أكاديمية على درجة عالية من ‏الرصانة والمنهجية العلمية حول تاريخ الأردن خلال عصر التنظيمات العثمانية وحتى ‏تأسيس الإمارة (1864-1921م)، وتَرجَمَتْ تلك الدراسات مشروع البخيت في ‏التأسيس للمدرسة التاريخية الأردنيّة في الدراسات العثمانية التي انصبَّت أساسًا على ‏دراسة ما أمكن جمعه وتيسيره للباحثين من مصادر متنوِّعة، وكانت هذه المصادر ‏حتى الثمانينات من القرن المنصرم مجهولة أمام كثير من الباحثين، وبالتالي أسهمت ‏في حصيلتها في تصحيح التصوُّر الخاطئ الذي تداوله بعض مَن أرَّخوا للأردن سابقًا، ‏مستندين بشكل أساسي على الوثائق البريطانية التي تؤرخ للأردن بعد قيام الإمارة عام ‏‏1921م، وهذا الفهم القاصر مفاده أن شرقي الأردن كانت مهملة، وكان اهتمام الدولة ‏العثمانية بها ينحصر في فترة محدودة، وهي فترة مرور قافلة الحج الشامي، ثم تعود ‏بعد ذلك إلى حالة من الحكم الذاتي.‏

لقد أثبتت تلك الدراسات بما استطاعت جمعه وحصره من مصادر ووثائق متنوعة ‏خطأ تلك المقولة، والمتتبِّع لتلك الدراسات والرسائل الجامعية التي أشرف عليها ‏البخيت يجدها على مرحلتين:‏

المرحلة الأولى: رسائل ماجستير أُعِدَّت في أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات من ‏القرن الماضي، تناولت التشكيلات الإدارية على مستوى الأقضية، والألوية، ‏والجماعات الاستيطانية خلال الفترة ما بين تطبيق قانون الولايات العثماني في عام ‏‏1864م وحتى نهاية الحرب الكونية الأولى، وتعمَّقت في دراسة الجغرافيا التاريخية، ‏والتنظيم الإداري، والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وكان لتلك الدراسات فضل ‏السبق والريادة في التأسيس لدراسة تاريخ الأردن خلال حقبة التنظيمات ‏العثمانية(10).‏

المرحلة الثانية: رسائل دكتوراه وجَّه البخيت فيها طلابه لدراسة تشكيلات إدارية ‏أصغر تناولت نواحي بني جهمة، وعمان، والسلط، وتعمَّقت هذه الدراسات في دراسة ‏وتحليل محتوى المصادر المعنيّة بتاريخ تلك القصبات(11). ‏

لقد كان الصيد وفيرًا، فغدا طلبة البخيت الروّاد الذين تتلمذوا على يديه، وتشرَّبوا ‏منهجيّته، وتعمّقوا في دراسات المصادر وتحليل مكنوناتها، امتدادًا لمدرسة البخيت، ‏سواء بتحقيقاتهم ونشر بحوثهم ودراساتهم في حقل تاريخ الأردن المعاصر، أو من ‏خلال إشرافهم على طلبتهم لمراحل الماجستير والدكتوراه(12).‏

كذلك، اتَّسعت دائرة الاهتمام لتشمل عددًا من الأساتذة، ممَّن هم من زملاء البخيت في ‏قسم التاريخ في الجامعة الأردنيّة، ليحذوا حذوه في الكتابة حول الحقبة العثمانية، ‏وحقبة التاريخ المعاصر، كما تصدّى بعضهم للإشراف على طلبة كتبوا عن تشكيلات ‏إدارية أصغر على مستوى الأقضية والنواحي، واتَّسعت دائرة الاهتمام لتشمل أساتذة ‏آخرين في أقسام التاريخ في جامعة اليرموك وجامعة مؤتة، بحيث يمكننا القول بكل ‏ثقة إنَّنا أمام مدرسة تاريخيّة أردنيّة مكتملة الأركان، وواضحة الملامح في دراسة ‏تاريخ الأردن الحديث والمعاصر.‏

ويُسجَّل للبخيت بكل أمانة وموضوعيّة فضل السَّبق والرِّيادة في إرساء قواعد تلك ‏المدرسة، وتحديد سماتها المنهجية، ورسم الإطار العام لخطة البحث وتحديد المصادر.‏

ولا ننسى في هذا السياق رعاية البخيت لطلابه بعد التخرُّج، واستثمار علاقاته بنشر ‏رسائلهم وبحوثهم، بدعم من عدد من المؤسسات الثقافية والبنوك الوطنية، كما له اليد ‏الطولى في الأخذ بأيدهم للالتحاق بالعمل الأكاديمي في الجامعات، وكان لنشر تلك ‏الدراسات فرصة أتاحت المجال أمام الباحثين والمهتمين للاطلاع عليها، بدلًا من أن ‏تبقى مخطوطة وقابعة في زوايا المكتبات، كما أسهمَ التحاق طلابه بالعمل في أقسام ‏التاريخ في الجامعات ومراكز البحوث بالنُّهوض بعبء البحث والتدريس والإشراف ‏على الرسائل الأكاديمية، ممّا أتاح لخريجي تلك المدرسة استمرارية العطاء، والسخاء ‏في العطاء.‏

ويدرك تلاميذ البخيت -وأنا أحدهم- أنَّه في تعامله مع طلابه يجمع إلى جانب الصَّرامة ‏قلبًا حانيًا، فتبدو صرامته من خلال المتابعة الحثيثة لمسيرتهم وقراءته المتأنية لحصاد ‏جهدهم في جمع المادة الأولية من المصادر التاريخية وفي إعداد الفصول؛ الأمر الذي ‏كان له أثر بارز في صقلهم منهجيًّا، لكنّ البخيت وبالرّغم من الصرامة التي تبدو على ‏محيّاه، إلا أنه يخفي تحتها قلبًا حانيًا، وأبًا كبيرًا يحنو على طلابه، ويذلّل الصعوبات ‏التي تعترض مسيرتهم، وتسبق اتصالاته مع الدوائر والمؤسسات والجهات التي ‏يوجِّههم إليها، بحيث يجدون توصية منه تسبقهم، ممّا يسهم من ثم -إكرامًا لأستاذهم- ‏بفتح كل الأبواب المغلقة، وتكون المحصّلة صيدًا وافرًا من الوثائق والسجلّات، ما ‏كان ليتاح لهم الاطلاع عليها دون عون البخيت لهم.‏

والأمر الآخر الذي لا يمكن إغفاله هو شخصية البخيت الإداريّ، فهو بحق من بين ‏قلائل ممَّن تسنَّموا سدّة الإدارة في مؤسساتنا الأكاديمية ويجمعون بين المقدرة العلمية ‏والكفاءة الإدارية، فالبخيت يملك شخصية إدارية فذة قادرة على استشراف المستقبل، ‏واستنهاض همم العاملين بمعيّته من أكاديميين وإداريين، ناهيك عن قدرته في السيطرة ‏على تفاصيل الأمور ودقائقها، ورؤيته الاستشرافية التي كان يغذّي بها المجالس ‏الأكاديمية والإدارية في النهوض بتلك المؤسسات، إلى جانب ما يتحلى به من فراسة ‏في حسن اختيار الفريق الذي يعمل إلى جانبه من كفاءات أكاديمية وإدارية، ‏وبالمحصلة نجح البخيت أيّما نجاح في إدارته، وغدت تلك المؤسسات خلال العهود ‏التي تولّى فيها إدارتها شعلة في النشاط، وترك رصيدًا من الإنجاز يُحمد له(13).‏

ولا أنسى في هذا السياق اهتماماته الإنسانية بالعاملين بمعيَّته وتواصله الإنساني معهم، ‏ومشاركتهم أفراحهم وأتراحهم ممّا ترك أثرًا طيبًا، وذكرًا جميلًا يحفظ له، ويعترف ‏بفضله كل مَن عمل بمعيَّته.‏

 

السّمات المنهجيّة في بحوث البخيت ومؤلّفاته

يحمدُ لمؤسسة عبدالحميد شومان العنوان الجامع الذي اختارته للندوة التي نُظِّمت على ‏مدار يومين في العام 2008م، ونشرت حصيلة أوراق المشاركين في الندوة في العام ‏‏2010م، تحت عنوان: "محمد عدنان البخيت مؤرخًا وموثقًا وأستاذًا ومؤسسًا"، ‏جمعت بين دفتيها أوراقًا علميّةً تناولت بحوثه ومؤلفاته ومنجزه القيادي والإداري، ‏أُعدَّت من قِبَل أساتذة عرفوا البخيت عن كثب؛ من زملاء وإداريين وطلبة عملوا ‏بمعيّته أو أشرف على رسائلهم العلميّة.‏

ومَن يمعن النظر في مجمل إنتاج البخيت البحثي، سواء كانت جهودًا بحثية منفردة، أو ‏جهودًا بالاشتراك مع آخرين، يلاحظ أنَّ ذلك الإنتاج ينضوي تحت عدة اتِّجاهات(14):‏

الاتِّجاه الأول: دراسات تناولت التاريخ العثماني عامة، أو دراسة بعض الأعلام في ‏التاريخ الحديث، من بينها دراسة عن الأمير حسين بن الأمير فخرالدين المعني الثاني، ‏وعن آل الحنش في ريف دمشق، وأُخرى عن السيد محمد المرتضى الزبيدي.‏

الاتِّجاه الثاني:‏ ‏ دراسات تناولت تاريخ بلاد الشام، يأتي في مقدمتها أطروحة ‏للدكتوراه أعدَّها في مدرسة اللغات الآسيوية والأفريقية، ونشرها عام (1981م) تحت ‏عنوان:‏

The Ottoman Province of Damascus in the 16th Century, ‎Beirut, 1982.‎

إلى جانب غيرها من الدراسات التي تناولت عددًا من المدن الشامية؛ دمشق، حلب، ‏بيروت، صيدا، طرابلس(15).‏

الاتِّجاه الثالث: كتب وبحوث تناولت تاريخ البلدانيات الفلسطينية من خلال الوثائق ‏العثمانية، شملت: القدس وحيفا ومرج بني عامر واللجون والرملة واللد ونابلس وبيت ‏لحم وبيت جالا وأريحا وجوارها(16).‏

الاتِّجاه الرابع: كتب وبحوث تناولت تاريخ الأردن في العهد العثماني في طليعتها ‏كتابه عن مملكة الكرك في العصر المملوكي، وهو بالأصل أطروحته للماجستير، من ‏الجامعة الأميركية في بيروت سنة 1965م، وما كتبه عن معان وجوارها وناحية بن ‏الأعسر وبني كنانة وبني جهمة ودفاتر مفصل لواء عجلون في القرن ‏‏10هـ/16م(17).‏

الاتِّجاه الخامس: تحقيق المخطوطات ونصوص الرحلات، في مقدمتها كتاب المنازل ‏المحاسنية في الرحلة الطرابلسية، ومذكرات الدكتور جميل التوتنجي، وكتاب التمييز ‏لحسين بن فخرالدين المعني، وتاريخ القدس والخليل للشيخ الخليلي، وحادي الأظعان ‏النجدية لمحب الدين الحموي(18).‏

الاتِّجاه السادس: إصدار الفهارس التحليلية والكشافات لسجلّات المحاكم الشرعية في ‏الأردن وفلسطين، والفهارس التحليلية لسجلّات القدس، وفهرس المخطوطات ‏المصوّرة، وفهارس دفاتر الطابو المحفوظة في مركز الوثائق والمخطوطات(19).‏

الاتِّجاه السابع: أعمال الإعداد والتحرير، في مقدمتها تحرير موسوعة تاريخ ‏البشرية، وأعمال مؤتمرات تاريخ بلاد الشام، وأعمال اللجان والندوات الصادرة عن ‏عمادة البحث العلمي في الجامعة الأردنيّة، وتحرير تاريخ مدينة القدس عبر ‏العصور(20).‏

الاتِّجاه الثامن: الإشراف والمشاركة وإعداد الوثائق الهاشمية ونشرها (أوراق عبدالله ‏بن الحسين)، وصدر منها حتى الآن (30) ثلاثون مجلّدًا(21).‏

الاتِّجاه التاسع: المقالات التي كتبها بالإنجليزية للموسوعة الإسلامية الطبعة الجديدة، ‏والمقالات التي نشرها في مجلة "الندوة" التي تصدر عن جمعية الشؤون الدولية، وكان ‏البخيت يتولى تحريرها، ناهيك عن ما نشر في الصحف الأردنيّة والسعودية، وكلماته ‏الافتتاحية في افتتاح الندوات والمؤتمرات التي تعقد في الجامعات ومراكز البحوث، ‏والتي لو قُدِّر لها مَن يجمعها ويدرسها لكانت ثروة معرفيّة تنبئ عن جانب مهم في ‏شخصيّة البخيت وتكوينه الفكري(22).‏

إنَّ الباحثَ يلمس من خلال القراءة المتأنِّية لمؤلفات البخيت وبحوثه المتخصِّصة ‏ملامحَ منهجيّة البخيت كمؤرِّخ ملتزم بالموضوعيّة والنزاهة والحياديّة، في إطار ‏البحث عن الحقيقة التاريخيّة، وعدم تحميل النصوص أكثر ممّا تحتمل، وهي سمة ‏أساسية في تكوين المؤرِّخ، ناهيك عن تركيزه على دراسة التاريخ الحضاري وتاريخ ‏النظم والمؤسسات، متجاوزًا بذلك الدراسات التي ركّزت على التاريخ السياسي، ودور ‏الأفراد في التاريخ، التي وسمت كتابات مؤرّخي الخمسينات والستينات من القرن ‏المنصرم، وتوصف جهوده البحثية بالإحاطة والشمول بمصادر التاريخ الحديث، فلا ‏يقتصر عمله على مصادر بعينها، أو روايات منفردة، أو دراسات حديثة كما يفعل ‏بعض المتصدّين للكتابة التاريخية، وإنَّما نراه يوظِّف المصادر الأولية، ويبني عليها ‏استنتاجاته، ممّا يعطي تلك الاستنتاجات سمة المصداقيّة.‏

والتزم البخيت بالمنهج العلمي الأمثل في تحقيق النصوص والمقابلة بين المخطوطات، ‏إِذ يعمد إلى دراسة تحليلية ضافية لمحتوى تلك النصوص، فهو لا يكتفي بنشر ‏النصوص المحققة وسجلّات الطابو والمالية المدوّرة كما هي، وإنما يثري تلك ‏النصوص بتحليلات علمية شمولية مبنية بالأساس على محتوى النص الأصلي، ورفد ‏النص المحقَّق والدراسة بالمزيد من الإحالات إلى البحوث، والدراسات، والاستشهادات ‏التي تعين القارئ المتخصص، ناهيك عن الثروة المعرفية من تعريف المصطلحات ‏والأمكنة والأعلام التي تعين القارئ على الإفادة من تلك النصوص.‏

ونراه يلج مولجًا صعبًا في التصدي لتحقيق النصوص باللغة التركية (العثمانية) ‏ويترجمها مع زميله نوفان رجا الحمود السوارية، ترجمة دقيقة، وهو أمر يُحجم ‏الكثيرون عن خوض غماره؛ لصعوبة التعامل مع لغة تلك النصوص، وصعوبة قراءة ‏الخطوط والمصطلحات، وهو بعمله هذا وضع بين أيدي الباحثين والطلبة، نماذج ‏علمية وعملية رائدة للاقتداء بها، والسَّير على خطاها عند التعاطي مع تلك النصوص، ‏ونرى ذلك واضحًا في تأثيره المنهجي في طلبته الذين ارتسموا خطاه، وتأثروا ‏بمدرسته، وشكّلوا امتدادًا له، وجسرًا عبر عليه غيرهم من الطلبة والباحثين، بحيث ‏اخضرَّت وأثمرت وأتت أكلها ثمارًا ناضجة. وحسب الأستاذ البخيت أنْ يتركَ بصمات ‏في تكوين الأجيال اللاحقة، ليستمرّ العطاء والسّخاء في العطاء جيلًا تلو جيل.‏

إنَّ اهتمام البخيت بالتاريخ القُطْري المحلّي وتواريخ المدن والحواضر، لا يمكن عدّه ‏بحال من الأحوال ترويجًا للقُطْرية، وإنَّما يُفهم في إطار التركيز على دراسة ‏الجزئيات، والحفر في تفاصيل التاريخ الإداري، والاقتصادي، والاجتماعي، وتنوُّع ‏النسيج الإثني والمذهبي، بعيدًا عن النظرة المسبقة، والتنظير السياسي، والتعمُّق في ‏الجزئيات في إطار الوحدة الشاملة لتاريخ الأمة.‏

وتتَّسم مؤلفات البخيت حول التاريخ الحديث عمومًا، وتاريخ الولايات العربيّة ‏والبلدانيات الشامية في ظل الحكم العثماني خصوصًا، بنظرة موضوعية تجتهد لتبديد ‏سوء الفهم، والنظرة غير الموضوعية التي أنتجتها الكتابات ذات اللون القومي في فترة ‏الخمسينات والستينيات من تشويه متعمَّد أحيانًا، وعن جهل أحيانًا أخرى، في إطار ‏الدفاع عن القومية العربيّة لصورة الدولة العثمانية، وتصدي البخيت لذلك السيل من ‏الدراسات، وساهم ببحوثه ودراساته في تقديم نظرة موضوعية واعية، توازن بين ‏الإيجابيات والسلبيات في التاريخ العثماني، فساهم بعمق في تبديد سوء الفهم، كما أنه ‏في دراساته تجاوز نظرة أولئك المسكونين بهوس الخلافة وإعادة إحيائها الذين عظّموا ‏الإيجابيات، وأهملوا عن قصد السلبيات في التاريخ العثماني.‏

والبخيت وطني مُحبّ لوطنه الأردن، مثلما هو معتزّ بعروبته، مسكونًا بالتأصيل ‏لتاريخه، وهو في مقالاته ناقد للممارسات السلبية التي يمارسها الأفراد والمؤسسات، ‏يسلط الضوء على مظاهر الخلل، ويسعى لتقويم المسيرة ممّا يعتريها من اعوجاج، ‏وهو جريء في قول الحق.‏

وفي الختام، لقد ترجم شيخنا البخيت انتماءه الإسلامي العروبي، ووطنيته الأردنيّة من ‏خلال عمل دؤوب في البناء والإنجاز، بعيدًا عن التنظير، وخدم تراث الأمة وتاريخها ‏وعروبة مقدساتها من خلال حفظ وثائقها، ودراسة تراثها ونشره نشرًا علميًا محققًا، ‏وما أمكننا أن نلفت الانتباه إليه من جهود في هذه العجالة، أمر يسير، قياسًا بضخامة ‏منجزه، والذي تجسّد على أرض الواقع من خلال مسيرة حافلة بالإنجاز على ‏الصعيدين البحثي والإداري، وسيبقى شاهدًا لا يدمغ، ونبراسًا للآخرين ليحتذوا حذوه.‏

لقد كان البخيت -وما يزال- عروبيّ الانتماء، خدم وطنه الأردن وتوأمه فلسطين، ‏وعمل بإخلاص على الحفاظ على هويّة القدس العربيّة الإسلاميّة، ونهض بعبء ‏تقصر عنه مؤسسات، رائده في ذلك قوله تعالى: ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ ‏وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ صدق الله العظيم.‏

 

الهوامش:‏

‏(1)‏ ‏ للمزيد حول السيرة الذاتية للأستاذ البخيت، ينظر: محمد عدنان البخيت مؤرخًا وموثقًا ‏وأستاذًا ومؤسسًا، منشورات مؤسسة عبدالحميد شومان، ط1، المطبعة الوطنية، عمّان، ‏‏2010م، ص731-746. وهي محملة على الرابط الإلكتروني: ‏http//ujnews2.ju.edu.jo

‏(2)‏ ‏ د.زياد المدني، تصوير التراث الفلسطيني والتعريف به، تصوير المخطوطات العربيّة وسجلّات المحاكم ‏الشرعية ودفاتر الأوقاف ومخطوطات مكتبة المسجد الأقصى، ونشر فهارسها، ضمن محمد عدنان ‏البخيت مؤرخًا، ص359-380.‏

‏(3)‏ للمزيد حول تلك السجلّات والوثائق نوفان رجا السوارية، تأسيس مركز الوثائق والمخطوطات في ‏الجامعة الأردنيّة، منشور ضمن محمد عدنان البخيت مؤرخًا، ص339-357.‏

‏(4)‏ ينظر على سبيل المثال لا الحصر حول تلك السجلّات والمحاولة الرائدة لاستنطاقها، د.المهدي ‏الرواضية، جغرافية الأردن التاريخية والبشرية من خلال وثائق الطابو التي ترجمها ونشرها البخيت ‏والحمود، ضمن كتاب محمد عدنان البخيت مؤرخًا، ص45-93.‏

‏(5)‏ للمزيد حول الوثائق الهاشمية وعناوين المجلدات التي صدرت، ينظر: المهدي الرواضية، أنظار وملامح ‏حول الكتابة التاريخية عن الأردن، خلال المئوية الأولى، بحث غير منشور، مركز الدراسات ‏الاستراتيجية، الجامعة الأردنيّة، 2021م، ص74-75.‏

‏(6)‏ ينظر على سبيل المثال لا الحصر، نماذج من تلك الدراسات التي استندت على محتوى الوثائق ‏الهاشمية: د.محمد الأرناؤوط، العلاقات الأردنيّة- السورية من خلال الوثائق الهاشمية، ضمن كتاب ‏محمد عدنان البخيت مؤرخًا، ص481-500، د. عيسى أبوسويلم، خط حيفا- بغداد (‏I.P.C‏)، المرجع ‏نفسه، ص501-536، عليان الجالودي، العلاقات الأردنيّة السعودية من خلال الوثائق الهاشمية، ‏المرجع نفسه، ص537-563، وزهير غنايم، العلاقات الأردنيّة- الفلسطينية ووحدة الضفتين من خلال ‏الوثائق الهاشمية، المرجع نفسه، ص565-592.‏

‏(7)‏ موسى الناظر، البخيت وإدارته للبحث العلمي في الجامعة الأردنيّة، ضمن محمد عدنان البخيت مؤرخًا، ‏ص523-593. ‏

‏(8)‏ محمد المجالي، التجربة الثقافية في جامعة مؤتة، ضمن كتاب محمد عدنان البخيت مؤرخًا، ص435-‏‏454، فايز القيسي، مؤتة المشروع النهضوي الجديد، المرجع السابق، ص255-479.‏

‏(9)‏ شكري الماضي، محمد عدنان البخيت والفعل الثقافي في جامعة آل البيت، المرجع السابق، ص625-‏‏646. ‏

‏(10)‏ ينظر رسائل الماجستير، د.عليان الجالودي، قضاء عجلون، ود.محمد سالم الطراونة، تاريخ ‏منطقة البلقاء والكرك ومعان، ود.جودت ناشخو، الشراكسة والشيشان في الأردن، وجمعيها منشورة.‏

‏(11)‏ ينظر: د.هند أبو الشعر، إربد وجوارها، د.نوفان السوارية، عمان وجوارها، د.جورج طريف ‏الداؤود، السلط وجوارها، وجميعها منشورة.‏

‏(12)‏ حاول الباحث الدكتور الرواضية تتبع إسهامات هذا الجيل، ينظر: أنظار وملامح حول الكتابة ‏التاريخية عن الأردن، ص36-51.‏

‏(13)‏ حول منجز البخيت الإداري، ينظر: د.محمد سالم الطراونة، اهتمام البخيت بتجميع وثائق ‏محافظة الكرك خلال رئاسته لجامعة مؤتة، ضمن كتاب محمد عدنان البخيت مؤرخًا، ص381-389، ‏د.محمد المجالي، التجربة الثقافية في جامعة مؤتة، المرجع نفسه، ص435-454، ود.فايز القيسي، ‏مؤتة المشروع النهضوي الجديد: قراءة في وعي البخيت رسالة مؤتة الحضارية، المرجع نفسه، ‏ص455-479، د.موسى الناظر، البخيت وإدارته للبحث العلمي في الجامعة الأردنيّة، المرجع نفسه، ‏ص523-593، د.شكري الماضي، محمد عدنان البخيت والفعل الثقافي، جامعة آل البيت، المرجع ‏نفسه، ص625-664، طه الذنيبات، الزراعة والحصاد المائي في جامعة مؤتة، المرجع نفسه، ‏ص687-691، عدنان الصالحي وآخرون، الزراعة والحصاد المائي في جامعة آل البيت، المرجع ‏نفسه، ص687-691.‏

‏(14)‏ جمع إنتاج البخيت من البحوث -باستثناء الكتب- وأعمال التحقيق والمقالات في كتاب تحت ‏عنوان: دراسات في تاريخ بلاد الشام، اختص المجلد الأول بدراساته عن الأردن، والمجلد الثاني شمل ‏بحوثه عن فلسطين، والمجلد الثالث بحوثه عن سوريا ولبنان، في حين خصص المجلد الرابع لدراساته ‏المنشورة باللغة الإنكليزية، وصدرت عن وزارة الثقافة.‏

‏(15)‏ للمزيد حول تلك الدراسات ومحتواها، د.عبدالكريم رافق، الشام في دراسات محمد عدنان ‏البخيت، ضمن كتاب محمد عدنان البخيت مؤرخًا، ص15-43، د.عصام خليفة، الجغرافيا البشرية ‏والاقتصادية عن لبنان في دراسات البخيت، المرجع السابق، ص209-245.‏

‏(16)‏ للمزيد حول تلك الدراسات، ينظر: د.محمود يزبك، فلسطين في مؤلفات البخيت، ضمن محمد ‏عدنان البخيت مؤرخًا، ص129-159، د.هند أبو الشعر، الجغرافيا البشرية والاقتصادية للقدس ‏وجوارها، المرجع نفسه، ص161-207.‏

‏(17)‏ د.المهدي الرواضية، جغرافية الأردن التاريخية والبشرية، المرجع السابق، ص45-93، محمد ‏رفيع، الأردن في دراسات البخيت، المرجع السابق، ص95-128.‏

‏(18)‏ د.سمير الدروبي، منهج البخيت والسوارية في تحقيق النصوص ونشرها، المرجع السابق، ‏ص279-313.‏

‏(19)‏ د.نوفان السوارية، تأسيس مركز الوثائق والمخطوطات، المرجع السابق، ص339-357.‏

‏(20)‏ د.خيرية قاسمية، فلسطين في مؤتمرات بلاد الشام، مراجعة وتقييم، المرجع السابق، ص247-‏‏277.‏

‏(21)‏ د.المهدي الرواضية، أنظار وملامح، بحث مخطوط، ص74-75.‏

‏(22)‏ د.محمد عصفور، مساهمة محمد عدنان البخيت في التخطيط لكتاب تاريخ البشرية وتحريره، ‏المرجع السابق، ص315-337، د.محمد عبيدالله، فن المقالة عند محمد عدنان البخيت، المرجع السابق، ‏ص647-661.‏