أعيان ومشايخ لواء عجلون في العهد العثماني

 

من وثيقة الالتزام بأموال اللواء عام (1130هـ/ 1718م)‏

 

 

أحمد صدقي علي شقيرات

باحث في الدراسات العثمانية- الأردن

 

تتناول هذه الدراسة إحدى الوثائق العثمانية المهمّة والتي تعود إلى 1130هـ/ 1718م، وتاريخها ‏‏29 رمضان 1130هـ الموافق 26 آب 1718م، تمَّ الحصول عليها من قِبَل الباحث من الأرشيف ‏العثماني في إستانبول مؤخّرًا. ومع أنَّها تتكوَّن من صفحة واحدة، إلا أنَّها تشي بالكثير حول أوضاع ‏شرق الأردن وعن إحكام السيطرة العثمانية في تلك الفترة، كما تذكر أسماء عدد من المشايخ ‏والأعيان المحليّة في لواء عجلون.‏

تُعتبر هذه الوثيقة العثمانية من أهم الوثائق التي تُلقي الضوء على الأوضاع العامة في شرق الأردن ‏في بداية القرن (12هـ/18م) والتي جاءت في أعقاب انتهاء الصراعات الطويلة في بلاد الكرك ‏‏(حرب الأغوات والعُمَر) في عام (1090هـ/ 1680م)، وبعد حملات نصوح (ناصيف) باشا على ‏الكرك وغيرها، خلال الفترة (1120-1125هـ/ 1708-1713م)(1).‏

وفي هذا السياق فإنَّ الوثيقة العثمانية تعبِّر عن حالة الاستقرار وإعادة سيطرة الدولة العثمانية على ‏الاضطرابات والصراعات الداخلية التي وقعت في جنوب ولاية الشام، وعادت لتمارس نشاطها ‏وإدارتها وتحصيل الأموال والضرائب المترتبة على سكان لواء عجلون، ومن الملاحَظ ايضًا بأنّ ‏الدولة العثمانية أعطت اهتمامًا خاصة لقبيلة بني صخر في تلك الفترة وبعد سقوط الإمارة الغزاوية ‏في لواء عجلون وعلى طريق الحج الشامي، وهذا ما تؤكده دفاتر الصرة العثمانية لتلك الفترة.‏

من ناحية أخرى فإنَّ الوثيقة العثمانية تبيِّن عددًا من شخصيات وأركان الإدارة العثمانية في ولاية ‏الشام وفي لواء عجلون، كما تبيِّن أيضًا أسماء عدد من المشايخ والأعيان المحلية في اللواء(2).‏

أولًا- تحليل محتويات الوثيقة

الوثيقة العثمانية (موضوع الدراسة) هي من محفوظات الأرشيف العثماني في إستانبول (تركيا)، كما ‏سبقت الإشارة إلى ذلك، وتصنيفها: (‏‎280-11488‎‏) ‏‎(B.O.A) C.M.L.No‎‏ وتاريخها: 29 ‏رمضان 1130هـ/ 26 آب 1718م(3).‏

وتتكون هذه الوثيقة من صفحة واحدة ومن (19) سطرًا، وقد كُتبت باللغة العربية، وفيها الكثير من ‏الألفاظ والكلمات والمصطلحات العثمانيّة، ونجد فيها شيئًا من الركاكة وعدم سلامة الكلمات والألفاظ ‏وما إلى ذلك.‏

تشمل الوثيقة على عدد من العناصر التالية:‏

أ‌)‏ الاستهلال: لفظ الجلالة (هو) والذي جاء في أعلى الوثيقة وبعيدًا عن متن الوثيقة، وجاء أيضًا ‏على طريقة تبجيل قصد به (هو الله) أو (الله تعالى) أو (هو إله عز وجل) وقد استخدم هذا ‏الاستهلال عوضًا عن البسملة (بسم الله الرحمن الرحيم) والتي عادة ما يفتتح بها المراسلات ‏والخطابات والنصوص والأوامر العربية والإسلامية التي سبقت العثمانيين(4).‏

ب‌)‏ ‏ متن الوثيقة: لا بد من الإشارة بأنَّ متن الوثيقة العثمانية نُظم على شكل تعهُّد أو مستند مالي ‏لتسديد أموال الدولة العثمانية المترتبة على جزء من لواء عجلون، وعليه تضمّن مجموعة من ‏النصوص والمعلومات العديدة من أهمها:‏

‏1)‏ ذكرت الوثيقة الحُكّام والمسؤولين العثمانيين في ولاية الشام وفي لواء عجلون والمشاركين ‏في هذا التعهُّد وهم: ‏

الأوَّل- رجب باشا: وهو والي الشام خلال الفترة 1130-1131هـ/ 1718-1719م، ‏بحسب معلومات المنجد وأوزتونا، وأمير قافلة الحج الشامي ومتصرف لواء عجلون بحسب ‏نصوص الوثيقة، ولم نعثر له على ترجمة، ولكنه كان من الشخصيات العثمانية التي خدمت ‏في ولاية الشام؛ حيث تولى منصب أمير القدس الشريف عام (1126هـ/ 1714م)، كما ‏تولى أميرًا للحج في عام 1130هـ/ 1718م(5).‏

الثاني- سليمان آغا: وكان يتولّى منصب قائمقام رجب باشا (متصرّف لواء عجلون) وكان ‏يتولى إدارة شؤون اللواء نيابة عن الوالي، ولم نعثر له على ترجمة في المصادر أو المراجع ‏التاريخية. وقد ذكر "الحلاق" سليمان آغا (المستلم) على الشام في عام 1172هـ/ 1758م ‏دون أي معلومات أخرى(6).‏

الثالث- الشيخ محمد آل قعدان (بني صخر): وهو ملتزم بجزء من أموال لواء عجلون وسوف ‏يتم الحديث عنه لاحقًا.‏

كما يتضمَّن متن الوثيقة من خلال شهود الحال أسماء عدد من الموظفين والمسؤولين العثمانيين في ‏لواء عجلون أو في ولاية الشام، وسوف نتحدّث عنهم لاحقًا.‏

‏2)‏ منطقة الالتزام: ويشمل هذا الالتزام المالي وبحسب نصوص الوثيقة ناحيتي بني علوان (جرش) ‏وجبل عجلون من لواء عجلون، أي أنَّ الالتزام لم يشمل كافة نواحي وقرى ومزارع لواء عجلون، ‏بل اقتصر على المنطقة الجنوبية من اللواء بما في ذلك عامر القرى وخاربها أي (كافة القرى ‏المأهولة بالسكان أو الخالية من السكان)(7).‏

أمّا بالنسبة لناحية بني علوان، فقد ذُكرت في كافة دفاتر طابو مفصل لواء عجلون للقرن (10هـ/ ‏‏16م) بهذا الاسم، وكانت هذه الناحية تشمل السفوح الشرقية لجبال عجلون وعرفت فيما بعد باسم ‏ناحية (المعراض)، وكانت هذه الناحية تشمل على العديد من القرى والمزارع والسكان(8).‏

والناحية الثانية هي ناحية جبل عجلون، وتشمل المنطقة الجبلية الغربية لجبال عجلون، وكانت ‏المنطقة تشمل على العديد من القصبات وخاصة مدينة عجلون (مركز اللواء لفترة من الزمن) ‏بالإضافة لعدد من القرى والسكان(9).‏

‏3)‏ قيمة الالتزام: بحسب نص الوثيقة فإنَّ هذ القيمة هي: أربعة آلاف وسبعمائة وخمسون (4750) ‏غرشًا، ولم تذكر الوثيقة نوعيّة الغرش العثماني الذي صار الاتفاق عليه. وخلال فترة هذه الوثيقة ‏وبحسب سجلات القدس الشرعية فقد كان هناك نوعان من الغروش التي يتمّ التّداول بها وهما:‏

‏-‏ القرش العددي: ويساوي 30 قطعة مصرية.‏

‏-‏ القرش الأسدي: والذي تم ضربه في عهد السلطان مصطفى الثاني في سنة 1106 ‏هـ/ 1694م، وهناك القرش الأسدي القديم وكان يساوي (60) قطعة مصرية، أما ‏الأسدي الجديد فيساوي (40) قطعة مصرية، وكان القرش الأسدي يساوي (1.5) ‏غرش عددي(10).‏

‏4)‏ كيفيّة الدفع: تنص الوثيقة العثمانية على كيفيّة تأدية المبلغ الملتزم به من قبل الشيخ محمد آل ‏قعدان، أي أنَّ الدفع سيتم أول بأول؛ أي على دفعات، على أن تتم عملية الدفع كاملة قبل قيام ‏قافلة جردة الحج بعشرة (10) أيام(11).‏

وقافلة الجردة هي من الخدمات المساندة لقافلة الحج الشامي، وهي قافلة تلحق القافلة الرئيسة ‏بمدة من الزمن، وعادة ما تحمل هذه القافلة متاع أمير الحج بالإضافة إلى مؤن للحجّاج في ‏طريق عودتهم من الحجاز إلى الشام، وعادة –أيضًا- ما تتحرك هذه القافلة في نهاية شهر ذي ‏القعدة من كل عام هجري، لتلتقي مع الحجاج العائدين من الحرمين الشريفين في إحدى محطات ‏طريق الحج، وتبيّن من خلال ذلك بأنّ مدة دفع الالتزام المالي حوالي (4 شهور) فقط(12).‏

‏5)‏ إعمار القرايا (القرى): وذكرت الوثيقة المذكورة أنَّ من شروط هذا الالتزام إعمار القرى، دون ‏تحديد إن كان المقصود الخربة التي تركها أهلها، أم القرى المأهولة بالسكان، ولم تحدد الوثيقة ‏أيضًا أسماء هذه القرى في الناحيتين(13).‏

‏6)‏ تسليك السوايل (أو الوسائل): وبحسب ما يُفهم من سياق الوثيقة أنَّ المقصود بذلك هو تيسير ‏أمور الحياة العامة أو حياة السكان في الناحيتين(14).‏

 

ت‌)‏ ‏ شهود الحال (المشايخ والأعيان): تنص الوثيقة العثمانية على مجموعة كبيرة من شهود ‏الحال الذين شهدوا على هذا الالتزام، وكتبت قائمة هؤلاء الشهود مخالفة لنص متن الوثيقة ‏وفي الطرف الأيمن لها، وبلغ عدد الشهود (9) شهود منهم موظفون عثمانيون في لواء ‏عجلون ومنهم من المشايخ والأعيان المحلية في اللواء والذين وسوف نتحدَّث عنهم ‏لاحقًا(15).‏

 

ثانيًا- النص الكامل للوثيقة العثمانيّة

 

بعد أن استعرضنا إطار ومضمون الوثيقة العثمانية والعناصر البارزة فيها فإنَّنا سوف نقوم ‏بنشر النص الحرفي والكامل لمحتويات الوثيقة وبحسب الآتي:‏

هو (هو الله).‏

وجه تحرير الحروف هو أن تعهد والتزم مفخر المشايخ الشيخ محمد آل قعدان (بني صخر) ‏أن جميع ما هو عايد (عائد) وراجع على ناحيتي بني علوان وجبل عجلون نفير الثلاث ‏‏(الثلاثة) أموال ونصف المترتبة عليهم (عليها) والثلاث زخاير (ذخائر) ونصف وحاصل ‏ومحصول فدادين(16) الناحيتين عن محصولاته العايدين (العائدة) إلى جناب الدستور المكرم ‏الوزير المفخم أفندينا(17) رجب باشا حفظه الله تعالى محافظ الشام (والي الشام) وأمير الحج ‏والمتصرف بسنجق (لواء) عجلون يومئذ بمبلغًا قدره من الغروش أربعة آلاف غرش ‏وسبعمائة غرش وخمسين غرش (4750 غرش) لزمة ذمة الشيخ محمد آل قعدان التزامًا ‏شرعي (شرعيًا) وقبل منه التعهد في المبلغ المزبور (المذكور)(18) مفخر الأعيان سليمان ‏آغا قايم مقام (قائمقام) الوزير في السنجق المزبور التعهد والقبول أقر الشيخ محمد ‏المزبور(المذكور) في المبلغ المرقوم مالًا وزمه (ذمة) اقرار شرعي (إقرارًا شرعيًا) في حال ‏الصحة والسلامة والطوعية والاختيارية من غير جبر ولا إكراه وأن المبلغ المذكور لزمه ‏ذمته بشرط آداه (إداه) أول بول (أول بأول) على شرط الخلوص منه قبل أن تقوم الجردة إلى ‏استقبال حجاج المسلمين بعشرة أيام يكون المبلغ المذكور سلمه بلتمام (بالتمام) والكمال وأخذ ‏تمسك(19) الخلاص وقطع العلاقة وأشرط على نفسيه (نفسه) الشيخ محمد المرقوم أن قبل ‏‏(ضرائب) الناحيتين في المبلغ المرقوم خارب (ضرائب) عامر وأشرط عليه عمار القرايا ‏‏(القرى) وتسليك السوايل (الوسائل) على ما جرة (جرت) به العادة والقانون من غير ‏معارض له فيما ذكر وكتب هذا التمسك إلى وقت الحتياج (الاحتياج)، حرر في شهر رمضان ‏المبارك سنة ثلاثين ومايه وألف.‏

ما نسب الي غيه صحيح: الفقير محمد آل قعدان (م) أي منظور من قبله (او من قبل صاحب ‏التوقيع محمد آل قعدان).‏

شهود الحال (وهم):‏

‏1-‏ فخر الأماجد اسمعيل (إسماعيل) بنده الدوعيت (الداعي)‏

‏2-‏ عثمان آغا باشا آغا (رئيس الأغوات)‏

‏3-‏ أحمد النعير

‏4-‏ الحاج عبيد الحلال (الجلال، الجلالي)‏

‏5-‏ نصار الحج (الحاج نصار)‏

‏6-‏ نصار آل خان

‏7-‏ ملحم

‏8-‏ مستلم الكاتب القاضي

‏9-‏ محمد الصمادي (الكاتب)(20).‏

 

ثالثًا- الأعيان والمشايخ

ذكرت الوثيقة العثمانية أسماء عدد من الأعيان والمسؤولين والموظفين العثمانيين في ولاية الشام ‏كما ذكرت أيضًا أسماء عدد من المشايخ المحلية في لواء عجلون أو في بلاد شرقي الأردن، وقد ‏قمنا بالبحث عن هذه الأسماء المذكورة في الوثيقة، ولكننا لم نعثر على ترجمات أو أيّ معلومات ‏تاريخية على أنَّ عددًا من هؤلاء الشخصيات ذُكرت في بعض المصادر أو المراجع التاريخية ‏وسوف نتناول هذا الموضوع بحسب الآتي: ‏

أ‌)‏ الأعيان (الحكام والمسؤولون والموظفون):‏

‏1-‏ رجب باشا: والي الشام وقد سبق الحديث عنه.‏

‏2-‏ سليمان آغا: متولى قائمقام رجب باشا في عجلون (المستلم) وقد سبق الحديث عنه.‏

‏3-‏ عثمان آغا باش آغا: ويبدو أنه كان موظفًا عثمانيًا في لواء عجلون أو في ولاية الشام، ‏وكانت وظيفته (رئيس الأغوات) ولم نعثر له على ترجمة، وقد ذكر "الحلاق" عثمان آغا ‏‏(خزندار فتحي أفندي) في سنة 1159هـ/ 1746م، دون الربط مع ما سبق من ‏المعلومات(21).‏

‏4-‏ مستلم الكاتب (القاضي): ولم توضِّح الوثيقة أيّ تفاصيل أخرى، ويُفهم من السياق بأن ‏القاضي (القاضي الشرعي) كان يقوم بمهام الكاتب أو كاتب اللواء، ولم نعثر له على ‏ترجمة(22).‏

‏5-‏ نصار آل خان: لعلّ هذه الشخصية ومن خلال الاسم الأخير له (آل خان) بأنه من خارج ‏لواء عجلون، وأنه كان يعمل موظفًا في هذا اللواء ولم نعثر له على ترجمة(23).‏

‏6-‏ محمد الصمادي (الكاتب): سوف نتحدث عنه في قائمة المشايخ(24).‏

ب‌)‏ ‏ المشايخ المحليّة: ‏

وبحسب الوثيقة هم:‏

‏1-‏ الشيخ محمد آل قعدان (بني صخر): هو الشيخ صاحب الالتزام المالي، وهو من قبيلة بني ‏صخر التي كانت متنفذة في ذلك الوقت، وقد ورد اسمه أكثر من مرة في متن الوثيقة ‏بالإضافة إلى توقيعه في نهايتها(25)، وكان الشيخ المذكور من مشايخ بني صخر ولكن ‏المصادر التاريخية لم تتحدَّث عنه، ولكن مفلح الفايز في كتابه "عشائر بني صخر" أشار ‏إلى أنّ (آل قعدان) هم أبناء موح الفايز وعُرفوا بـِ(قعدان الفايز) ويضيف الفايز بأنّ القعدان ‏تولّوا مشيخة بني صخر بعد موت الشيخ دبيس الموح (دون أن يحدّد التاريخ) لكنه لم يذكر ‏الشيخ محمد آل قعدان من تلك المشيخة(26).‏

ومن مشايخ آل القعدان (بني صخر) الذي تتحدّث عنه المصادر التاريخية الشيخ قعدان ‏الفايز والذي ذكره "الحلاق" في حوادث طريق الحج الشامي لعام 1170هـ/ 1757، كما ‏أنه ذُكر في سيرة والي الشام وأمير الحج علي باشا الجيته جي، والذي قاتل عرب بني ‏صخر وشيخهم قعدان(27).‏

ويذكر تاريخ واصڤ (العثماني) في حوادث عام 1173هـ/ 1759م، بأن شيخ بني صخر ‏هو الشيخ قعدان الفايز(28)، ولا بد من الإشارة إلى أنَّ الشيخ قعدان الفايز يختلف عن ‏الشيخ قعدان بن ظاهر السلامة شيخ عرب الصقر، في عام 115هـ/ 1742م(29).‏

‏2-‏ الشيخ محمد الصمادي: وقد ورد اسمه في الوثيقة محمد الصمادي (الكاتب)، ويبدو أنَّ هذا ‏الشيخ كان يقوم بوظيفة كاتب في إدارة لواء عجلون العثماني، ونعتقد بأنّ المذكور كان من ‏مشايخ لواء عجلون المحلية، وقد ينتمي إلى عشيرة الصمادية التي تعيش في عدة قرى من ‏لواء عجلون. لم نعثر على أيّ معلومات عنه في المصادر، لكن العديد من تلك المصادر ‏ذكرت العديد من الأوقاف والزوايا الصوفية التي تعود لمشايخ وأعلام من آل الصمادي، ‏كما ذكرت بأنّ الطريقة الصوفية الصمادية كانت نشطة في منطقة عجلون(30).‏

 

‏3-‏ الشيخ إسماعيل الدوعيت (الداعي): وقد أطلقت الوثيقة عليه لقب (فخر الأماجد) وهو لقب ‏من ألقاب التشريف والتبجيل التي كانت مستخدمة في العهد العثماني والتي تطلق على ‏أصحاب الشأن من الزعامات المشايخ المحلية؛ ممّا يدل على أنّ الشيخ إسماعيل من ذوي ‏المكانة الاجتماعية، كذلك فإن اسمه تضمّن كلمة (نبده) التركية والتي تعني: العبد، العبد ‏المطيع وتعني أيضًا (أنا) وكان هناك إشكال كبير في الاسم الأخير للمذكور، أي في اسم ‏عائلته والتي يمكن قراءتها (الدوعيت) والتي قد تكون تحريف لكلمه (الداعي) بحيث يكون ‏اسم هذا الشيخ (فخر الأماجد إسماعيل عبدكم الداعي) ولكن هناك قراءة أخرى لهذا الاسم ‏وهو (الدويمت). وعلى أيّ حال فإننا لم نجد أيّ معلومات عن هذا الشيخ في المصادر ‏التاريخية، ولم نستطع تحديد إن كان من المشايخ المحلية في لواء عجلون أو من ‏خارجه(31). ‏

‏4-‏ الشيخ أحمد النعير: وهو من الأعيان والمشايخ التي شهدت على التعهد، ولكننا لم نعثر على ‏أي معلومات عنه في المصادر العثمانية، ولم نستطع تحديد شخصيته إن كان من المشايخ ‏المحلية في لواء عجلون أو من خارجه(32).‏

‏5-‏ الحاج عبيد الحلال (الجلال، الجلالي): وبحسب نص الوثيقة فإنَّ هناك إشكالية في الاسم ‏الأخير لهذا الشيخ؛ حيث ورد (الحلال) وربما تكون (الجلال) أو (الجلالي) وهذه الشخصية ‏بالاسم الأول (عبيد) من الأسماء المحلية المعروفة في لواء عجلون، حيث توجد ناحية بني ‏عبيد وهناك (عبيدالله) من أجداد عشيرة الخصاونة حيث تروي هذه العشيرة بأنّ جدّهم هو ‏‏(موسى الحمد عبيدالله) ولكن الاشكالية تقع في الاسم الأخير (الحلال) أو (الجلال) حيث لم ‏نعثر في المصادر التاريخية على أيّ معلومات عن ذلك، أما (الجلالي) فقد ذكره "الخالدي" ‏في تاريخ عن فخر الدين المعني بأنّ والي طرابلس في عام 1024هـ/ 1615م، هو ‏جلالي حسين باشا، وهناك أيضًا ابازا محمد باشا الجلالي والي حلب في عام ‏‏1028هـ/1618م، وعلى ما تقدّم فإننا لم نستطع تحديد هذ الشخصية إن كانت محلية من ‏لواء عجلون أو من خارجه(33).‏

‏6-‏ الشيخ نصار الحج (الحاج نصار): لم نعثر على ترجمه له بهذا الاسم، ولكن هناك عائلة ‏نصار التي كانت تعيش في ناحية الكورة في القرون السابقة وظهر منها بعض المشايخ ‏المحلية، وهناك عائلات أخرى من النصار التي تعيش حاليًا في قرى محافظة إربد، ولكننا ‏لا نستطيع الربط بين الطرفين لقلة المعلومات(34).‏

‏7-‏ الشيخ ملحم: لم نعثر له على ترجمة بهذا الاسم خاصة وأنّ الوثيقة لم تذكر الاسم الأخير له، ‏وفي هذا السياق هناك عائلات كثيرة تحمل اسم ملحم تعيش في مناطق شرق الأردن(35).‏

 

 

الهوامش

‏ (1) حول حملات نصوح (ناصيف) باشا على الكرك وغيرها من البلاد الشامية الاخرى، انظر: المنجد، صلاح الدين: ولاة دمشق في العهد العثماني، ص ‏‏52-55، الخليلي، شمس الدين: تاريخ القدس والخليل، ص 119-203، الشهابي، حيدر: لبنان في عهد الامراء الشهابيين، ج1 ص 11. (2) انظر: نص ‏الوثيقة العثمانية، من محفوظات الأرشيف العثماني في استانبول – تركيا. (3) بالنسبة لتصنيف الوثيقة (‏C.M.L‏) يعني: تصنيف جودت – مالية، وهو احدى ‏التصانيف المعتمدة في الأرشيف العثماني، اما بالنسبة لتاريخ الوثيقة فهكذا ورد في ملفها وفي نصها وعليه وجب الاشارة لذلك. (4) انظر: شقيرات، احمد ‏صدقي: الزعامات المحلية والعشائرية ص31. (5) حول ذلك انظر: المنجد، صلاح الدين، ولاة دمشق في العهد العثماني ص 57، الخليلي شمس الدين: ‏تاريخ القدس والخليل ص 47،107، 275، سجل القدس الشرعي رقم (309) حجه رقم (2).‏Õztuna: Devletler,C.2,S.1145‎‏. (6) انظر: نص ‏الوثيقة، الحلاق: احمد البديري: حوادث دمشق اليومية ص 220. (7) انظر ما سبق. (8) انظر: شقيرات، احمد صدقي: الزعامات المحلية والعشائرية - ‏مرجع سابق، ص130-131. (9) انظر: شقيرات، احمد صدقي: اسماء مشايخ لواء عجلون العثماني (مقاله) افكار، العدد 187، 2004م، ص 134. (10) ‏انظر: الخليلي، تاريخ القدس والخليل (مرجع سابق) ص 1.2-1.3. (11) نص الوثيقة. (12) حول ذلك انظر: شقيرات في وثائق قافلة الحج الشامي العثمانية ‏لعام 1180 هـ/1766م (مقالة) افكار العدد 177، 2003م ص 80-85، رافق، عبد الكريم: قافلة الحج الشامي وأهميتها في الدولة العثمانية (مقالة) دراسات ‏تاريخية العدد 6، 1981م، ص 5-28. (13) من نصوص الوثيقة. (14) ما سبق. (15) ما سبق. (16) فدادين: هذه الكلمة جاءت في نص الوثيقة ووهي ‏جمع كلمة أو مصطلح (فدان) على الطريقة العامية والمقصود بها هنا ثوران الحرث وتعني ايضا حرث الارض بالافدنه أو بأي نوع من حيوانات العمل ‏وزراعتها وانتاج محصولها ولم يقصد بالكلمة هنا (فدان المساحة) المطبق في البلاد العربية والإسلامية، انظر: المنجد باللغة ص 572، اميل القسوس: معجم ‏الالفاظ الدخيلة ص 160. (17) افندينا: من الكلمة التركية افندي، والتي تعني السيد وجاءت هنا لتعني سيدنا، انظر: شقيرات، معجم الكلمات والالفاظ العثمانية ‏ص 56. (18) المزبور: من الالفاظ العثمانية المستخدمة في الوثائق العثمانية وحسب معلومات قاموس تركي جاءت الكلمة من اللغة العربية من الجذر (زبر) ‏وتعني مذكور، سالف الذكر، مرقوم، انظر: سامي قاموس تركي، ص1330. (19) تمسك: كلمة عربية الاصل من اصل (مسك) واستخدمت باللغة العثمانية ‏بمعنى: دليل، مجرد دليل، اثبات، صك اثبات، سند اثبات، انظر: سامي، قاموس تركي، ص438. (20) انظر: نص الوثيقة العثمانية. (21) انظر: الحلاق، ‏احمد البديري: حوادث دمشق اليومية ص75،71. (22) انظر: نص الوثيقة. (23) انظر: نص الوثيقة. (24) انظر نص الوثيقة وهامش رقم 30. (25) ‏انظر: نص الوثيقة. (26) الفايز، مفلح: قبيلة، بني صخر تاريخ ومواقف، ص171-173، 220-223. (27) الحلاق، حوادث دمشق، مرجع سابق، ص ‏‏204، 212. (28) واصف: واصف تاريخي بالعثمانية ج1، ص 177. (29) وفي هذا الصدد لابد من القول بأن الاسماء تختلف عن بعضها البعض حيث ‏نجد شيخ قبيلة بني لام هو الشيخ سلامه الفواز والمعروف باسم (جيغمان) في عام 926 هـ/1520م، انظر: الحلاق: حوادث دمشق (مرجع سابق) ص 22، ‏رافق، د. عبد الكريم: بلاد الشام ومصر، ص 120-123، ابن طولون: اعلام الورى، ص 246. (30) انظر: بيك، تاريخ شرقي الأردن وقبائلها ص 296، ‏البخيت، د. محمد عدنان: ناحية بني جهمه (دراسة) في كتاب بحوث ودراسات مهداه إلى عبد الكريم غرايبة، ص505، البخيت: ناحية بني كنانه، ص15. ‏‏(31) انظر: نص الوثيقة، سامي: قاموس تركي ص304، اصول اللغة العثمانية ص20. (32) نص الوثيقة. (33) انظر: نص الوثيقة، بيك: تاريخ الأردن ‏وقبائلها، ص 280-282، معلومات الرواية الشفوية لعشيرة الخصاونة (حيث يوجد عند شجرة نسب تتضمن ذلك)، الخالدي: لبنان في عهد الامير فخر الدين ‏المعني الثاني، ص11،44،51،76،81. (34) حول النصار انظر: شقيرات، الزعامات المحلية والعشائرية ص 210-211. والمصادر التي اعتمد عليها. ‏‏(35) انظر: نص الوثيقة، بيك: تاريخ شرق الأردن وقبائلها ص 318 وغيرها.‏

 

 

 

 

صورة عن الوثيقة العثمانية (موضوع الدِّراسة)‏