التقارير البريطانيّة كمصدر لكتابة تاريخ الأردن أعمال دوائر الحكومة نموذجًا ‏(1929 - 1939)‏

د. جورج فريد طريف الداوود ‏

باحث ومؤرخ أردني‎ ‎

 

 

تُعتبرُ التقارير الربعيّة التي كانت تصدر في شرق الأردن ويقدِّمها المعتمد البريطاني في ‏عمّان لعصبة الأمم، خلال فترة الانتداب البريطاني على البلاد، من الوثائق المهمّة في كتابة ‏تاريخ الأردن نظرًا لما تحويه من معلومات شموليّة تغطّي مناحي الحياة السياسية والأمنية ‏والإدارية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها من المجالات خلال فترة مهمّة من تاريخ الأردن‎.‎

ما من شكّ في أنَّ الاحتفال بمئويّة الدولة الأردنيّة عام 2021 يشكِّل فرصة ثمينة للتعرُّف ‏على مضامين التقارير البريطانيّة التي صدرت أثناء فترة الانتداب البريطاني؛ ما نُشر منها أو ‏ما زال قيد النَّشر، لِما لهذه التقارير من أهميّة في الكشف عن تفاصيل تطوُّرات الأوضاع ‏خلال فترة الإمارة من مختلف النواحي‎.‎

اشتملت التقارير التي كانت تصدر كل ثلاثة أشهر على معلومات دقيقة ووافية عن أعمال ‏جميع دوائر الحكومة في مختلف المجالات وتعطي صورة مفصّلة وربع سنويّة عن الأحوال ‏الأمنية والإدارية وأوضاع العشائر البدوية في شرق الأردن وحوادث الغزو سواء من قبل ‏عشائر شرق الأردن على المناطق المجاورة أم في داخل الإمارة، وعلى سبيل المثال ورد في ‏التقرير الصادر خلال الفترة من 1-4 إلى 30-6 عام 1929 ما يلي:‏

‏"غير أنَّ هذا الربع من السنة يمتاز عمّا سبقه بسيادة الهدوء الذي يرجع سببه إلى كون القلق ‏السياسي الناتج عن قبول المجلس التشريعي الاتفاق المعقود بين صاحب السموّ الملكي أمير ‏البلاد المعظّم وصاحب الجلالة البريطانية وإبرام ذلك الاتفاق نهائيًّا"(1).‏

والمقصود هنا بالاتفاق هو المعاهدة الأردنية البريطانية الموقعة في 20 شباط عام 1928، ‏وهنا يُشعرنا التقرير أنَّ الفترة السابقة لإعداده كانت فترة قلق وتوتُّر نتيجة اشتداد المعارضة ‏تجاه المعاهدة قبل التصديق عليها. ‏

وترد في التقرير أيضًا إشارة إلى مقاطعة الأهلين الانتخابات للمجلس التشريعي، إلا أنه يقلل ‏من أهمية مقاطعة الانتخابات، وأكثر من ذلك فإنه يعتبر الذين قاطعوا الانتخابات مخطئين، ‏وهو أمر مخالف للحقيقة باعتبار أنَّ مقاطعة الانتخابات كانت احتجاجًا على سياسة الانتداب ‏البريطاني في الأردن وعلى المعاهدة الأردنية البريطانية‎.‎

كما أشار التقرير إلى خطة أمنيّة كاملة لمراقبة حركات العشائر ومنع اعتداءاتها أطلق عليها ‏اسم لجنة الإشراف على البدو مؤلفة من سمو الأمير شاكر وقائد الجيش العربي وأحد شيوخ ‏العشائر، وأشارت إلى أنَّ الموقف على الحدود السورية عومل بالطريقة نفسها وبالتعاون ‏المباشر مع السلطات الفرنسية، وتحدَّثت التقارير عن الاجتماعات التي كانت تعقد بين ‏حكومتي فلسطين والأردن لفضّ النزاعات والحوادث التي تقع على الحدود بين عشائر قضاء ‏بئر السبع وعشائر لواء الكرك، ورصدت التقارير الحوادث والجرائم والوقوعات الأخرى من ‏قتل وإشهار سلاح وجرح وضرب وتشليح وخطف وتهريب وحريق واحتيال وسرقة ودهس ‏وانتحار وغيرها، كما رصدت أنواع المحاكم من شرعية وبداية وصلح واستئناف وأعمال ‏تلك المحاكم بأنواعها والدعاوى والقضايا والأحكام التي صدرت عنها والرسوم المستوفاة عن ‏تلك القضايا، كما اهتمَّت بانتشار المخافر والمراكز الأمنية في مختلف مناطق الإمارة، وبيَّنت ‏أعداد المساجين والموقوفين من داخل الإمارة وخارجها‎.‎

وفي مجال الحياة النيابيّة تحدَّثت التقارير عن خمس دوائر انتخابيّة في شرق الأردن هي ‏عجلون والبلقاء والكرك ومعان وبدو الشمال، وتناولت أخبار المجالس التشريعيّة في دوراتها ‏المتعددة، والقضايا التي كان يبحثها النوّاب في مداولاتهم ودورات المجالس العادية ‏والاستثنائية‎.‎

كما تناولت التقارير وبشكل منظَّم عمليات تسجيل الأراضي التي كانت تجري في كل مقاطعة ‏من مقاطعات شرق الأردن، وبيَّنت أصناف الأراضي؛ كالأراضي الوقفية والاراضي ‏الأميرية(2) والأراضي المحلولة(3) والأراضي المقام عليها الأبنية والأراضي البور وأراضي ‏الحراج والغابات، كما أشارت إلى تعيين لجان المساحة التي تقوم بمسح وتحديد وتثمين ‏الأراضي خلال سنوات الدراسة في مختلف مناطق الإمارة، مع توضيح كل هذه الأمور من ‏خلال جداول خاصة تبين المساحات والمواقع والأسعار والأثمان والضرائب التي كانت ‏تُفرض على المواطنين كضريبة الأراضي والمسقفات والتمتع والمواشي وأجور أملاك الدولة ‏وغيرها(4)، وعلى سبيل المثال بلغ مجموع واردات الدولة عام 1936 لمختلف القطاعات ‏‏148 ألف جنيه، بينما بلغت المصروفات 162 ألف جنيه، وبلغت تحصيلات الدولة من ‏ضريبة المسقفات ما بين 4-6 آلاف جنيه في العام، بينما تراوحت ضريبة الدخل ما بين ‏‏1500-200 جنيه في العام(5).‏

واهتمَّت التقارير بالتفاصيل الدقيقة التي كانت تجري في دائرة تسجيل الأراضي كعمليات ‏تأجيل التسجيل إلى حين البناء على الأرض، أو محاولة التهرُّب من دفع الرسوم بطرق ‏شرعية... كما يقول التقرير الربعي لسنة 1929 الذي جاء فيه:‏

‏"لوحظ بأنَّ بعض الذين يبتاعون الأراضي يؤجلون تسجيلها إلى ما بعد إقامتهم أبنية عليها، ‏كما يُجرون معاملة البيع والفراغ وتصحيح القيد في آن واحد بقصد التخلُّص من دفع رسوم ‏التصحيح لوحده. وقد صدرت الأوامر المقتضاة لاعتبار كل من معاملتي الفراغ والتصحيح ‏مستقلة عن الأخرى في المستقبل محافظة على حقوق الخزينة"(6).‏

وتناولت التقارير البلديّات التي أنشئت في شرق الأردن وأعمال المجالس البلديّة كفتح الطرق ‏وتوسعة الطرق الموجودة وتسوية الحفر وجرّ المياه وإنشاء المسالخ في مختلف مقاطعات ‏الإمارة، فعلى سبيل المثال أشارت التقارير خلال الربع الثاني من عام 1931 إلى الإنجازات ‏التالية في عمّان:‏

‏- تنظيف وتنظيم قناة السّيل العمومي في عمّان من رأس العين إلى ما بعد جسر المحطة‎.‎

‏- تخطيط جبل اللويبدة‎.‎

‏- إصلاح عدد من الطرق في البلد والجبل وعبّاراتها‎.‎

‏- رفع الأنقاض من الطرق‎.‎

‏- تحويط الأرض المُستملكة حول الخزّان العمومي في جبل عمّان بالشريط الشائك وشريط ‏الغربال، وكذلك موقع في رأس العين ليكون موردًا للحيوانات‎.‎

‏- تعبئة السدّ في مجرى مياه رأس العين منعًا لتجوُّل الأسماك بين الحوض والمجرى‎.‎

‏- تصليح السُّبل العموميّة‎.‎

‏- إنشاء قناة جديدة في زقاق ميرزا باشا من أجل إبعاد مجرى مياه السّقي عن مسير قسطل ‏المياه(7).‏

وبيَّنت التقارير أنَّ مجموع أطوال الطرق التي تربط مدن الإمارة مع بعضها بلغ 663 ‏كيلومترًا منها 230 كيلومترًا في لواء عجلون و212 في لواء البلقاء و180 في لواء معان ‏و41 في لواء الكرك‎.‎

وفي المجال الصحي بيَّنت التقارير الأمراض السارية في شرق الأردن كالحصبة والجدري ‏والحمى والإنفلونزا والملاريا وداء الكلب والسعال الديكي والتيفوئيد، ووسائل مكافحة هذه ‏الأمراض، ومحاولة إزالة أسباب انتشارها، مدعمة ذلك بجداول تبيِّن الإصابات وحالات ‏الشفاء والوفيات وأعداد الأطباء والمستشفيات والصيادلة والمختبرات، وأشارت إلى وجود ‏مستشفى حكومي في كل من عمّان والكرك وإربد وجرش ومعان والعقبة والمستشفى ‏الإنجليزي في السلط والمستشفى الانجليزي في عمّان والمستشفى الإيطالي في عمّان أيضًا‎.‎

وتابعت التقارير، في كل تقرير ربع سنوي منها، مجموع إخباريّات المواليد والوفيّات، ففي ‏الربع قبل الأخير من العام 1933 بلغ عدد الولادات 2132 حالة والوفيات 1553، يقابل هذا ‏العدد في الربع الذي سبقه 2440 ولادة و1372 حالة وفاة، كما تابعت التقارير حملات ‏التطعيم ضدّ الأمراض السارية في مختلف المقاطعات.‏

واهتمَّت التقارير بالأوضاع الزراعية في شرقي الأردن، وبيَّنت الحالة الزراعية سواء أكانت ‏حسنة أم سيئة مع الأسباب التي تؤدّي إلى ذلك، ومدى استفادة المناطق المختلفة في شرقي ‏الأردن من كميات الأمطار، واهتمَّت بالتفاصيل الدقيقة التي تبيِّن حالة المزروعات -في كل ‏تقرير ربع سنوي- في كل قرية ومنطقة من مناطق شرقي الأردن، بالإضافة إلى توضيح ‏الآفات الزراعية التي كانت سائدة خلال فترة الدراسة، وأنواع المحاصيل الزراعية ومواسم ‏زراعتها صيفية كانت أم شتوية، كما أشارت إلى سنوات القحط التي كانت تمر به البلاد مع ‏بيان أسباب القحط؛ كدودة الزرع ورياح السموم، وكذلك سنوات الجراد وتأثيراتها على ‏الزراعة، وفي الوقت نفسه بيَّنت التقارير أسباب زراعة أنواع معيّنة من المحاصيل ووضَّحت ‏عوامل الخصوبة، كما تحدَّثت التقارير عن مواسم الزراعة الخصبة وتسويق المحاصيل على ‏البلاد المجاورة(8)، وأشارت إلى مجموعة كبيرة من المحاصيل الحقليّة والأشجار المثمرة، ‏إضافة إلى منتجات الحيوانات من الأصواف والألبان والسمن، وأشارت إلى أنَّ إنتاج شرقي ‏الأردن من الزبيب والحمُّص والخضار كان يصدَّر إلى فلسطين وحوران ودمشق(9).‏

وتحدَّثت التقارير بالتفصيل عن مستنبتات الأشجار المثمرة وغير المثمرة في الجبيهة ‏والباقورة والرصيفة، وأشارت إلى قيام إدارة الزراعة بتطعيم أشجار الأهلين من مختلف ‏الأنواع التي استوردتها، وبلغ ما طعِّم منها خلال الربع الأوَّل من عام 1931 على سبيل ‏المثال في عمّان ألفَيْ شجرة، وفي السلط وحدها ثلاثة الآف شجرة، وتناولت حقول التجارب ‏الزراعية من حيث كيفية اختيار الأراضي الزراعية من مختلف مقاطعات الإمارة، وتحديد ‏مواسم الحصاد، وإجراء التجارب كما يلي: "تمَّ حصاد مزروعات حقول النماذج في الحمّر ‏وبُدئ في دراستها ولم تظهر نتيجة المحصول بعد"(10).‏

‎ ‎وفيما يتعلّق بالمصرف الزراعي، فقد أوردت التقارير تفاصيل الإقراضات والقروض التي ‏تمّت خلال فترة الانتداب على شرقي الأردن والتحصيلات التي يتمّ جمعها من المستقرضين، ‏كما بيَّنت التقارير مساحات الأراضي التي يفوّضها المصرف الزراعي عن ذمم المستقرضين ‏والأرباح والخسائر الناجمة عن عمليات الإقراض لكل ثلاثة أشهر(11).‏

وتابعت التقارير التطورات المتعلقة بالحراج والاعتداءات التي كانت تتعرض لها مواقع ‏الحراج في الإمارة، والقضايا التي أقيمت ضد المعتدين وتزوّد دائرة المعتمد البريطاني بها. ‏

وغطَّت التقارير التطوُّرات المتعلقة بالبيطرة من حيث أنواع الحيوانات المتوفرة في الإمارة ‏وحالتها الصحيّة، والأمراض المعدية والسارية، ومدى توفر العلاجات اللازمة، موضِّحة من ‏خلال جداول مرفقة بالتقارير الأمراض التي أصابت الحيوانات، كما أوردت جداول ‏بالذبحيّات كل ربع سنة من الضأن والماعز والبقر والجمال، وكذلك الصادرات والواردات ‏من الحيوانات وكمياتها، وإجراء تعداد للمواشي في كل عام، وأوردت جداول بالتحصيلات ‏الضريبية في نهاية كل عام خصوصًا للضرائب المتعلقة بالأراضي والمواشي(12).‏

وتناولت التقارير الأوضاع التجارية والصناعية في شرق الأردن، وبينت الأسعار السائدة ‏وأسباب ارتفاعها أو انخفاضها، والمناطق التي تستورد منها شرق الأردن البضائع والدول ‏التي تصدّر لها كتصدير السمن والمواشي لفلسطين وتجارة الإبل مع مصر، وبدايات الصناعة ‏في شرق الأردن كصناعة الأخشاب والنسيج والبسط الصوفية وبيوت الشعر والمنتجات ‏الحيوانية من ألبان وأجبان وغيرها، واهتمّت التقارير بحالة السوق الشرائيّة وارتفاع أو ‏انخفاض الأسعار لمختلف المحاصيل. كما بيّنت المكاييل والأوزان التي استُخدمت في شرقي ‏الأردن كالصاع البلقاوي والرطل النابلسي(13).‏

وجاء في تقرير ربعي لسنة 1931 ما يلي:‏

‏"انتعشت تجارة الحبوب في معان بسبب إقبال عربان الشرق على مشتراها، وارتفعت أثمان ‏الغلال في جميع المقاطعات في شهري نيسان ومايس (أيار) ثم مالت إلى الهبوط في أوائل ‏شهر حزيران، ولم تستقر خلاله على حال، وتراوحت أثمانها خلال الثلاثة أشهر الماضية ‏للقمح مثلًا من 30 مل للصاع البلقاوي إلى 45 مل. وارتفع الحمُّص من 35 مل إلى 45 مل، ‏والدخان الهيشي من 80 مل للرطل النابلسي ارتفع إلى 140 مل، بينما ارتفع الدخان التركي ‏من 140 مل للرطل النابلسي إلى 200مل"(14).‏

ونلاحظ أنَّ مادة السمن كانت أغلى سلعة وقيمة الرطل 400 مل (40 قرشًا) ويليها الدخان ‏الهيشي الذي وصل سعر الرطل منه إلى 327 مل (32 قرشًا)، في حين كان سعر الحنطة لا ‏يتجاوز الصاع 70مل (سبعة قروش)، ما يعني أننا بحاجة إلى 6 صاعات قمح حتى نستبدلها ‏برطل سمن، و5 صاعات قمح لاستبدالها برطل دخان هيشي، في حين بلغ سعر رطل الزيت ‏‏155 مل (15 قرشًا).‏

وفي مجال الضرائب أشارت التقارير إلى أنَّ أنواعًا عديدة منها فُرضت خلال فترة الدراسة ‏نذكر منها ضريبة الأراضي والمسقفات وضريبة المواشي وضريبة التمتع وضريبة بدلات ‏الطريق وضريبة الأعشار وأجور أملاك الدولة وحاصلات الأراضي(15).‏

أمّا الرسوم، فشملت الرسوم المحصلة من المكوس والرخص والشهادات والمعاينة والغرامات ‏وغيرها، وعلى سبيل المثال فإنَّ قيمة الرسوم المستوفاة عن معاملات تسجيل الأراضي خلال ‏الثلاثة أشهر الممتدّة من 1-4 إلى 30-6 عام 1929 بلغت 628,4 جنيهًا فلسطينيًّا عن مدن ‏إربد وجبل عجلون وجرش والسلط وعمان والكرك ومادبا شكّلت عمّان غالبيتها إذ بلغت ‏‏459,8 جنيهًا فلسطينيًّا، بينما باقي المحافظات لم تزد عن 168 جنيهًا، علمًا أنَّ رسوم الفراغ ‏كانت 5%. بينما بلغ مجموع الرسوم في الربع الثاني من عام 1939 ما قيمته 1230 جنيهًا ‏فلسطينيًّا نصفها تقريبًا من عمّان ممّا يدلّ على ضعف الإقبال على تسجيل الأراضي في تلك ‏المرحلة(16).‏

واهتمَّت التقارير بالمعارف ورصدت أعداد المدارس في مختلف المقاطعات للذكور والإناث، ‏وإقبال الطلبة على الدراسة، وأعداد الطلاب والمعلمين، وحاجات المدارس من الكتب واللوازم ‏والأثاث المدرسي في كل ربع سنوي، وأشارت إلى وجود مدارس مهنيّة صناعيّة ‏وزراعيّة(17).‏

ولم يقتصر الأمر على ذلك، وإنَّما تابعت التقارير رصد تطوُّرات الطقس أوّلًا بأوَّل في كل ‏يوم من كل شهر، فسجّلت الأيام الماطرة والأيام الحارة والأيام المعتدلة والأيام الباردة، كما ‏سجلت أيام الزوابع وأيام الرذاذ بدقة متناهية(18).‏

ويمكن القول بشكل عام إنَّ التقارير البريطانية الصادرة عن شرقي الأردن خلال فترة الإمارة ‏وزمن الانتداب البريطاني تعطي صورة واضحة ودقيقة عن أوضاع الأهلين من مختلف ‏النواحي، وتسلط الضوء على أحوال البلاد بشكل شبه يومي في مرحلة مهمّة من تاريخنا، ‏ومن هنا تأخذ هذه التقارير أهميتها للباحثين والدارسين والمهتمين بتاريخ الأردن خلال تلك ‏الفترة، وهي فرصة ثمينة للعمل على الاستفادة منها في هذ الوقت الذي نحتفل فيه بمئويّة ‏الدولة الأردنيّة‎.‎

 

الهوامش:‏

‏(1)‏ ‏ محمد عبدالقادر خريسات وجورج طريف، تقارير بريطانية عن شرقي الأردن 1929-‏‏1939،عمّان، 2007، ص20-21.‏

‏(2)‏ ‏ الأراضي الأميرية هي جميع الأراضي السليخ والمزروعة بالأشجار باستثناء الأشجار التي ‏اعتبرت ملكًا لأصحابها وتكون عائدة للدولة.‏

‏(3)‏ ‏ الأراضي المحلولة هي الأراضي الميري التي لم يكن لها وارث وتعرض بالمزايدة إلى ‏طالبيها.‏

‏(4)‏ ‏ خريسات وطريف، تقارير بريطانية عن شرقي الأردن ص22-23.‏

‏(5)‏ ‏ المرجع نفسه، ص234.‏

‏(6)‏ ‏ المرجع نفسه، ص12-13.‏

‏(7)‏ ‏ المرجع نفسه، ص87-88.‏

‏(8)‏ ‏ خريسات وطريف، التقرير ربع السنوي من 1-4-1931/ 30-6-1931، ص81.‏

‏(9)‏ ‏ خريسات وطريف، التقرير الربعي من 1-4-1931/ 30-6-1931، ص76-87.‏

‏(10)‏ خريسات وطريف، التقرير ربع السنوي من 1-4-1931/ 30-6-1931، ص85.‏

‏(11)‏ خريسات وطريف، التقرير الربعي، تاريخ 1-1-1935/ 31-3-1935، ص147-148.‏

‏(12)‏ المرجع نفسه، ص89 والتقرير الربعي تاريخ 1-10-1936/ 30-12-1936، ص260.‏

‏(13)‏ خريسات وطريف، التقرير الربعي، تاريخ 1-4-1929/ 30-6-1929، ص17.‏

‏(14)‏ المرجع نفسه، ص85.‏

‏(15)‏ المرجع نفسه، تاريخ 1-7-1933/ 40-6-1933، ص159-195.‏

‏(16)‏ خريسات وطريف، ص234-235.‏

‏(17)‏ المرجع نفسه، ص196-197.‏

‏(18)‏ خريسات وطريف، التقرير ربع السنوي من 1-4-1931/ 30-6-1931، ص101.‏