المرحومُ الأستاذُ الدكتور نهاد الموسى في عيون مريديه

إعداد وتقديم: د. ماهر أحمد المبيضين/ جامعة مؤتة.
لم نجد أحدًا كان منشغلًا بالعربيّة زمنًا طويلاً من عمره كما هو العالم الجليل نهاد الموسى شيخ العربية وإمام نحوها- رحمه الله رحمةً واسعةً بلا منازع -، وجهوده البحثيّة في أسرار العربية نحوها وهدفها ومعجمها اللغوي، وحوسبتها وتعليمها للناطقين بغيرها، ومؤلفاته المتنوّعة كلها شاهدة عيان على عطاءٍ غير مجذوذ، وإصدار منقطع النظير على المضي نحو تيسير العربية وإيصالها بأيسر الطرق إلى متعلميها ومريديها؛ إيمانًا منه بأنَّ العربيّة قويّةٌ باقيةٌ في نفوس أبنائها، لا يمكن أن يهدّدَ بقاءها وتطوّرها أيٌّ كان، فهي " العربية هُوية الأمة ورمزٌ لوجودها وبقائها ".
نهادُ الموسى؛ كما وصفه المثقفون والأكاديميون حارس العربية الأمين الذي يُسجّل له الربطُ المحكمُ بين النحو العربي القديم والعلوم اللغوية الحديثة، وقد جاء هذا الربطُ محكًّا من حيث المنهج والأسلوب والعرض أيضًا، ويمكن للقارئ أن يجد هذا الاهتمام ماثلاً في بحوثه ومؤلفاته التي رفد بها المكتبة العربية، وهي دراساتٌ ذات منظور لساني حديث، نذكر من بين هذه الدراسات ( اللغة العربية وأبناؤها، في الظاهرة النحوية بين الفصحى والعامية، اللغة العربية بين الثبوت والتحوّل، نظرية النحو العربي: في ضوء مناهج النظر اللغوي الحديث، العربية نحو توصيف جديد في ضوء اللسانيات الحاسوبية، اللغة العربية في العصر الحديث: قيم الثبوت وقوى التحوّل)، وغيرها من الدراسات التي بيّن من خلالها الموسى أنَّ العربية في تطوّرٍ ونموٍّ كبيرين؛ دلالة ساطعة على مرونتها ومطواعيتها، كما أنَّ الموسى- رحمه الله- تبنى مشروعاتٍ لغويّةً كبيرةً ومتنوعة خدمةً للعربية وأبنائها، وهي مشاريع جادة عرفت العالم بحقيقة هذه اللغة وأهميتها عبر العصور.
ومن هنا فإنَّنا في هذا الملف نقدّمُ مقالاتٍ حرص على تقديمها ثلةٌ من الأساتذة الأكاديميين في مختلف الجامعات عبّروا من خلالها عن مدى محبتهم وإعجابهم وتقديرهم لشيخ العربية المرحوم الأستاذ الدكتور نهاد الموسى، تأكيدًا منهم على الدور الكبير الذي بذله في خدمة العربية في مختلف علومها وفروعها، شاكرًا ومثمّنًا هذا الجهدَ الطيّبَ، كما نقدم شكرنا الوافي للأساتذة الأجلّاء في هيئة التحرير بمجلة أفكار في وزارة الثقافة الأردنية على اهتمامهم بنشر هذا الملف